نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مريم الشامسي.. «جيمر» إماراتية تعشق مراقبة سحر النجوم, اليوم السبت 5 يوليو 2025 11:41 مساءً
بين عالم الألعاب والرياضات الرقمية، ومراقبة سحر النجوم في سماء الوطن، وعشق الحيوانات والاهتمام بها، تواصل «الجيمر» الإماراتية مريم الشامسي هواياتها المتعددة، بعد أن نجحت - في الوقت نفسه - في خلق توازن بين واجباتها المهنية، وشغفها ودورها كأم لطفلين.
«كنت أحمل جهاز التحكم بيد، وزجاجة الحليب باليد الأخرى».. بهذه العبارة تختصر مريم بداياتها في عالم الألعاب الإلكترونية، حين كانت الطفلة الصغيرة التي تربّت وسط الأجهزة الإلكترونية والألعاب الرقمية التي يحرص أخوالها الذين كانوا يدرسون في الولايات المتحدة وكندا على جلبها لها قبل أن تصل إلى بقية دول المنطقة، لتجد نفسها منذ طفولتها المبكرة في عوالم افتراضية، مليئة بالحماسة والتحدي والدهشة والمفاجآت.
اسم معروف
اليوم وبعد عقود أصبحت مريم اسماً معروفاً في ساحات الألعاب الإلكترونية، وواحدة من اللواتي مهّدن الطريق للفتيات في هذا المجال، إذ لم تكتفِ بالمشاركة فحسب، بل مثّلت دولة الإمارات مع أول فريق نسائي إماراتي في بطولة العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض بالمملكة العربية السعودية، خلال نوفمبر الماضي، تحت مظلة الاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية.
وتوقفت مريم - في مستهل حوارها مع «الإمارات اليوم» - عند بداية مشاركاتها في مجال رياضات الألعاب الإلكترونية، إذ أتيحت لها في عام 2008 المشاركة في بطولة «أونلاين» للعبة Counter Strike ضد فريق أميركي، ونيل جائزة مالية، ثم تنوعت مشاركاتها مع مرور الوقت، وصولاً إلى منافسات لعبة Dota 2 عام 2015، قبل أن تنتقل إلى لعبة Mobile Legends التي خاضت عبرها التحدي الأكبر في بطولة العالم للألعاب الإلكترونية في الرياض، حيث نجحت في تمثيل دولة الإمارات إلى جانب أربع لاعبات أخريات، واصفة هذه التجربة بالقول: «لم يكن الطريق سهلاً، فمجتمعنا مازال متردداً في تقبّل فكرة مشاركة الفتيات في مثل هذه البطولات، وسفرهن للمشاركة في مختلف تحدياتها حول العالم، لهذا السبب بذلنا جهوداً مضاعفة لجمع فريق نسائي يشارك في البطولات والمنافسات العالمية، لأن معظم المؤهلات كنّ يرفضن السفر». وأضافت: «الألعاب والرياضات الرقمية لا تُفرّق بين الرجال والنساء، بل تضع الجميع على قدم المساواة، فهي في نهاية المطاف رياضة إلكترونية تعتمد على الذكاء وردة الفعل، تماماً كما في الشطرنج».
لهذه الأسباب، تؤكد مريم أن الألعاب الإلكترونية اليوم لم تعد حكراً على الشباب، خصوصاً تلك التي لا تتطلب عتاداً كبيراً مثل «Mobile Legends» التي جذبت الكثيرات من الفتيات، على اعتبار أنه يمكن ممارستها عبر الهواتف الذكية، كما أنها سهلة الوصول ولا تحتاج إلى معدات خاصة، بل يمكن اعتبارها جزءاً من وقت الفراغ اليومي في الجامعات، أو بعد انتهاء أوقات العمل الرسمية.
وبهدف الإسهام في ترسيخ مكانة الدولة كوجهة رائدة في الرياضات الإلكترونية على مستوى المنطقة والعالم، انضمت مريم إلى اتحاد الإمارات للرياضات الإلكترونية. وقالت: «أتاح لي هذا الانضمام فرصة المشاركة وتمثيل الإمارات في المسابقات والبطولات العالمية في مجال الألعاب الرقمية»، مشيرة إلى أنها إن لم تكن لاعبة في المستقبل، فقد تكون مدرّبة أو مسؤولة عن فريق المنافسات النسائي.
شغف النجوم
وراء شخصية «الجيمر» الإماراتية، تخفي مريم جانباً تأملياً وشغفاً استثنائياً بالفلك والنجوم، وذلك نتيجة تأثرها بلعبة الفيديو الشهيرة (The Elder Scrolls V: Skyrim) التي كانت تتجول بطلتها ليلاً بين الغابات والجبال، تتأمل الشفق والنجوم، مضيفة: «أوحت لي تلك اللحظات بعالم آخر، وأيقظت فـيّ حب مطالعة السماء ومتابعة حركة النجوم، ليتحول هذا الإلهام إلى ممارسة فعلية، وذلك بعد بحثي واختاري لمواقع خالية من التلوث الضوئي في صحراء القدرة بدبي. ومع مرور الوقت، تحوّل هذا الإلهام إلى هواية حقيقية، وبدأ يجذب الكثيرات من النساء المهتمات، فقررتُ حينها تنظيم رحلات فلكية ليلية في صحراء دبي، للاستمتاع بمراقبة سحر النجوم في سماء الإمارات».
بفضل الوالد
وبعيداً عن تحديات الألعاب وسحر النجوم، تجد مريم راحتها في تربية الحيوانات ورعايتها والتي تعود إلى طفولتها المليئة بالذكريات، لتتحدث عن تأثرها ببطلة فيلم «بوكاهونتاس» الذي أنتجته «ديزني» في عام 1995.
وأوضحت: «بفضل والدي أيضاً ترسخ لديّ حب الحيوانات التي كان يحرص على الاعتناء بها وتطبيبها بحكم خبرته الطويلة في المجال، فيما كنت فخورة من جانبي، بنجاح أول عملية جراحية لي لقطة مصابة بجرح مفتوح في البطن»، كاشفة عن اعتنائها اليوم بعدد من الحيوانات، من بينها النمس والراكون، وبعض أنواع الطيور والقطط التي استقت منها عبراً في الصبر والعطف والمحبة غير المشروطة.
فضاء للإبداع
نجحت مريم الشامسي في صياغة قصة مميزة عن فتاة إماراتية تحلم بالتطور والارتقاء، مؤكدة أنها لا تستبعد إطلاق مشروع لتطوير شغفها بمجال النجوم، أو ربما تأسيس نادٍ خاص لهواة الفلك من الفتيات، في الوقت الذي تنشغل فيه حالياً بمهمتها الأولى بأن تكون صوتاً للمرأة الإماراتية في عالم الرياضات الإلكترونية الذي لم يعد مكاناً افتراضياً، بل أصبح فضاء حقيقياً للإبداع والمنافسة على مستوى عالمي.
مريم الشامسي:
. انضمامي إلى اتحاد الإمارات للرياضات الإلكترونية أتاح لي تمثيل وطني في مسابقات عالمية.
. إن لم أكن لاعبة في المستقبل، فقد أكون مدرّبة أو مسؤولة عن فريق المنافسات النسائي.
. مثلت الدولة مع أول فريق نسائي إماراتي في بطولة العالم للرياضات الإلكترونية بالرياض.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق