بسام عبد السميع يكتب: نيويورك ورحلة الخطوط السعودية ( SV23- SV22)

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الثلاثاء 01 ابريل 2025 | 09:16 مساءً

بسام عبد السميع

بسام عبد السميع

في السفر تكتشف الكثير من الحقائق العامة والخاصة وتشاهد بعينيك وعقلك ما تقرأه عن التطوير والتحديث أو التراجع والانهيار، وبعبارة أقرب فإن السفر يحقق مفهوم "تحري الدقة" فيما تسمعه أو تشاهده عن المناطق والوجهات والبشر.

عايشت تجربة سفر قصيرة استغرقت 5 أيام خلال الأسبوع الماضي، في رحلة من دبي إلى نيويورك عبر الخطوط الجوية السعودية SV23 مع التوقف بالرياض 12 ساعة "ترانزيت" في الذهاب و3 ساعات في الإياب لرحلة SV22.

وخلال ترانزيت الذهاب عززت إجراءات السعودية بمنح تأشيرات الزيارة لمدة عام لحاملي تأشيرات أمريكا وأوربا وبريطانيا عند الوصول إلى أحد مطارات المملكة رغبتي في إمضاء الوقت داخل الرياض واستكشاف التطور السريع والقوي في مختلف المجالات وخاصة البنية التحتية وفق "رؤية 2030 – رياض بلا زحام" .

وتبلغ كلفة تأشيرة الزيارة 399 ريال ويستغرق إجراءها دقيقة واحدة مع ارتقاء المعاملة من ضابط الجوازات.

وذهبت عبر الطريق الدائري الشرقي لتناول الإفطار الرمضاني في شارع خالد بن الوليد بمنطقة الروضة التي تبعد قرابة نصف ساعة من مطار الملك خالد الدولي ، ثم ذهبت إلى منطقة الفيصلية وتأدية صلاة العشاء والتراويح في مسجد الإحسان خلف إمام تفوح من قراءته بركات الشهر الكريم.

وعقب الصلاة راودتني فكرة السؤال عن منطقة المصريين في الرياض لتناول السحور فأخذني سائق التاكسي إلى "المنفوحة" وهي منطقة كأنك في فيصل أو بولاق الدكرور .

وسألت عددا من العاملين في مقاهي ومطاعم ومحال الشارع العام بالمنفوحة عن دخولهم الشهرية فتراوحت بين 1500 إلى 2500 ريال.

وعند انتصاف الليل عدت إلى المطار للصعود إلى رحلة SV23 المتجهة إلى مطار جون كيندي في نيويورك وكان الزحام وندرة النقود في ماكينات الصراف الآلي المتواجدة في محطات البترول عبر الطريق إلى مطار الملك خالد الظاهرة الأبرز لطريق العودة.

ومع إجراءات الصعود للطائرة بدأت رحلة جديدة فيها الأداء المبهر لطاقم الضيافة بالخطوط السعودية ونظافة الطائرة وسعة مقاعدها وابتسامة الجميع مع توفر منطقة للصلاة في مؤخرة الطائرة بها شاشة كبيرة على الحائط تشير إلى اتجاه القبلة على مدار اللحظة، إضافة إلى سعة الحمامات ونظافتها الممتزجة بالروائح العطرية على مدار الرحلة، فضلاً عن إضافة شطاف لمستحدمي الحمامات وهي المرة الأولى التي أرى فيها هذا الأمر رغم سفري مئات الرحلات خلال السنوات الماضية.

وشكل الهدوء وحسن المعاملة وجودة الضيافة والإبلاغ عن موعد الإفطار والإمساك نمط الرحلة ذهاباً وإياباً مع قيام طاقم الضيافة بإخبار الركاب بوجود مقاعد شاغرة يمكن استخدامها للنوم لمن يرغب في ذلك.

وعند وصولي إلى مطار جون كيندي كانت هناك صالة مخصصة للطائرة ولم تستغرق إجراءات الدخول أكثر من 3 دقائق مع الهدوء الشديد.

خرجت من المطار لأجد أعداد من الأمريكيين يرتدون سترة الارشاد وتقديم المعلومات للزائرين والسياح، وأخذت أتوبيس المطار إلى محطة المترو ومنها إلى تايمز سكوير مقر الإقامة الفندقية والتي جاءت مصادفة مقابل مبنى صحيفة THE NEW YORK TIMES.

وكان الإشغال الفتدقي يقارب 95% والزوار من مختلف الجنسيات إذ تستحوذ الجنسيات الآسيوية على 70 % من النزلاء .

قررت أن أجرى استطلاعاً ميدانيا لمعرفة فرص العمل ومجالات الاستثمار وتكلفته والإجراءات القانونية وحياة بعض المهاجرين وذلك من خلال مقابلة عدد من المهاجرين العرب والآسيويين ومواطنين ، وزيارة مكاتب إجراءات الهجرة والعمل، وكذلك الذهاب إلى بعض المراكز التجارية لمعرفة أسعار السلع وجودتها ونمط المتسوقين والقدرة الشرائية، ومنها : ميميز مول، ومارشال مول ، وول بيرد مول- الأشهر في الأسعار المنخفضة وثبات الجودة- ويقع خارج مانهاتن بمسافة 50 كيلو متراً تشاهد خلالها ميناء نيويورك، إضافة إلى السير في مناطق مثل كوينز وجيرسي واستوريا "منطقة العرب" ومانهاتن.

وتتميز مانهاتن بسهولة شوارعها الرأسية والعمودية ويطلق على الشارع الرئيس مثل شارع الهرم وفيصل ورمسيس اسم AVNU والشارع المتاقطع اسم STREET مع ترقيم الشوارع من 1 إلى 56 طولاً وعرضا وكذلك المباني والمحال مما يسهل الوصول إلى أي عنوان وهي تشبه منطقة قصر النيل وطلعت حرب في وسط القاهرة.

وخلال المقابلات تبين لي أن قرابة 90 % من العاملين على سيارات الطعام المتواجدة بشوارع مانهاتن هم من المصريين وأن 70% منهم ذهبوا إلى أمريكا عبر الهجرة العشوائية إلى أمريكا من خلال "اللوتري " وهو برنامج مصرح به من قبل الكونجرس وتديره وزارة الخارجية الأمريكية، يقوم على مسابقة يانصيب سنوية، ويقدم فيها للمشاركين فرصة الحصول على «بطاقة خضراء» صالحة لمدة 10 سنوات وقابلة للتجديد بسهولة وتمنح حاملها إقامة دائمة في الولايات المتحدة الأمريكية.

كما يسمح اللوتري للفائزين فيه بممارسة حياة طبيعية في الولايات المتحدة بالعمل أو الدراسة أو العيش بها، ويحصل حاملو «البطاقة الخضراء» على امتياز السفر بحرية من وإلى الولايات المتحدة، كالمقيمين الدائمين على الأراضي الأمريكية.

كما يحق لهم العمل بشكل قانوني والحصول على مزايا مختلفة، مثل الرعاية الصحية والتعليم والضرائب والتقاعد والضمان الاجتماعي وخدمات المساعدة الأخرى، ويمكن لحاملي «البطاقة الخضراء» التقدم بطلب للحصول على الجنسية الأمريكية دون فقدان جنسيتهم الأصلية.

ووفق نتائج الاستطلاع الذي شمل 22 شخصاً ، شكلت مدينة بنها وتوابعها من القرى حصة 50% من الفائزين في اللوتري الأمريكي، وتراوحت فترات المتواجدين في هذه المنطقة من المصريين بين 4 إلى 25 سنة عاماً.

ووفقاً للمشاركين في الاستطلاع، فإن كلفة سيارة الطعام التي تحمل لافتة "حلال" وتقدم سندويتشات شاورما ومشاوي وفلافل وبعض المشروبات كالشاي والعصائر، تبلغ قيمتها 25 ألف دولار ورسوم تشغيلها 10 آلاف دولار وعائدها الشهري بين 3 إلى 5 آلاف دولار وكذلك سيارات البقالة المتواجدة في طرقات مانهاتن.

وتبلغ كلفة المعيشة للعاملين في هذا المجال 2000 دولار شهرياً.

كما شمل الاستطلاع مجالات استثمار أخرى منها استاندات للالكترونيات داخل محال أو استاندات للملابس والأدوات المنزلية أو منتجات عطرية وهي أيضا في حدود 30 إلى 50 ألف دولار حسب موقع المحال والاستاند الداخلي "أرفف" والمساحة المؤجرة.

وأديت صلاة الفرائض والتراويح في المسجد الرئيس باستوريا في اليوم الأول، ومسجد عثمان بن عفان بوسط مانهاتن في اليوم الأخير من الرحلة.

وفي يوم العودة من صالة 4 بمطار كينيدي الذي يضم 8 صالات بسيطة وغير مرهقة وغير مزدحمة كانت الإجراءات سريعة والخروج عبر البار كود الموجود في تذكرة الطيران إذ يعد استخدامه ختم الخروج وكذلك بريطانيا.

وعندما أقلعت طائرة العودة SV 22 نيويورك -الرياض، في الساعة 12 ظهراً بتوقيت نيويورك، أعلن قائد الطائرة أن الرحلة ستستغرق 11:15 ساعة فيما استغرقت رحلة الذهاب 13:35 ساعة.

وبعد إقلاع الطائرة بنحو 4 ساعات أعلن طاقم الضيافة عن المرور بمنطقة حل فيها موعد الإفطار حيث أن ساعات الصوم تمتد في الذهاب وتقصر في العودة.

وفي رحلة نيويورك كان الوقت هو سر كل شيء لي ولغيري ، ولا مجال لنمط الحياة العربية.

وأدركت أن الاحداث بأثرها وأن عليك ان تأخذ ما تحتاجه لا ما تريد ه.. وحياتك الخاصة هي الدنيا كلها .. ولا خوف من المستقبل في أمريكا .. والحكومات التي توفر الامان الاقتصادي يستطيع شعبها الصعود للقمر .. وفي أمريكا لا خوف من السلطة فالسلطة الحقيقية هي نفسك وليس النظام الحاكم .. وفي الغرب تكتشف حقيقته وحقيقتك وحقيقة بلادك.

أخبار ذات صلة

0 تعليق