"بيبان المدينة 3"... عندما توظّف التكنولوجيا لتثمين التراث

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"بيبان المدينة 3"... عندما توظّف التكنولوجيا لتثمين التراث, اليوم الخميس 20 مارس 2025 12:10 مساءً

"بيبان المدينة 3"... عندما توظّف التكنولوجيا لتثمين التراث

نشر في باب نات يوم 20 - 03 - 2025

305130
مع غروب شمس يوم أمس، تحوّل عدد من معالم المدينة العتيقة بتونس العاصمة إلى لوحة فنية رقمية مدهشة، حيث تزينت مداخل المعالم وأقواسها وأزقتها بالأضواء التفاعلية المتلألئة التي أعادت إحياءها، لتعلن بذلك عن افتتاح فعاليات الدورة الثالثة لتظاهرة "بيبان المدينة" التي ينظمها مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية.
وقد سجّلت هذه الدورة الجديدة التي انطلقت في سهرة أمس الأربعاء 19 مارس وتتواصل إلى يوم 23 مارس 2025، حضور وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي وجمع كبير من المواطنين الذين كانت رحلتهم استثنائية في هذه التجربة حيث تجسدت معالم المدينة بتقنيات رقمية متطورة فأصبح الماضي حاضرا نابضا بالحياة.
منذ اللحظة الأولى لدخول باب منارة، وجد الزوار أنفسهم أمام عالم مختلف حيث الأضواء المتلألئة المنعكسة على جدران المدينة تروي حكايات لماض ما زال يسكن الأزقة.
بدأت الرحلة من هذا الفضاء الرمزي حيث أصبحت الأزقة والأبواب قصصا وحكايات تتجسد أمام أعين الزائرين عبر تقنية الواقع الممتد والواقع المعزز.
وعلى امتداد المسار الذي سطّره المنظّمون، انتقل الزوار إلى ضريح العلامة عبد الله ترجمان الذي تجلى عبر الإسقاط الضوئي ثم إلى قبر الجندي المجهول حيث تم تقديم عرض رقمي يروي فصولا من تضحيات الأبطال الوطنيين. أما في ساحة جامع القصر، فقد استقبل "المختبر الإبداعي" الزائرين موفرا لهم خارطة تفاعلية للمسار ومعرّفا إياهم على المعالم التاريخية برؤية رقمية حديثة.
وفي دار حسين، تم تقديم تجربة "إلكترو كوفي"، حيث استطاع الزوار ابتكار مقطوعاتهم الموسيقية الخاصة باستخدام أجهزة استشعار متقدمة. أما في دار محسن، فقد فتح "سوق الستارتاب" أبوابه أمام المشاريع الناشئة التي تسعى إلى توظيف التكنولوجيا في خدمة التراث، حيث تنوّعت الابتكارات بين تطبيقات للتجول الافتراضي وتجارب تفاعلية بتقنية الواقع الافتراضي ومنصات تعليمية رقمية تستهدف فئات مختلفة من الجمهور.
وفي دار الصفاقسية، جذب معرض الصور المصممة بالذكاء الاصطناعي انتباه الزوار حيث استعاد خرافات المدينة القديمة. أما في دار الراشدية ودار الحداد، فقد تم تخصيص مساحة لقصص الأطفال المصورة وعروض توعوية رقمية حول تاريخ المدينة قدمها عبد الستار عمامو.
وكان مسك ختام الجولة في دار الحداد حيث تجلت أسطورة "عليسة" بطريقة تفاعلية مبتكرة، مستعينة بتقنية الواقع الممتد التي سمحت للزوار بمشاهدة تفاصيل الحكاية وكأنهم جزء منها.
وللدورة الثالثة على التوالي، استطاعت تظاهرة "بيبان المدينة" توظيف التكنولوجيا الرقمية بإحكام لإعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والمكان حيث أصبح التاريخ تجربة يمكن عيشها واقعيا لا في المخيال الذي تتيحه الكتب والحكايات والأساطير. وتهدف هذه المبادرة إلى تسليط الضوء على أهمية الابتكار في حفظ الموروث الثقافي وفتح المجال أمام المشاريع الناشئة لتقديم حلول رقمية تعزز الهوية التراثية بأسلوب مبتكر ومتجدّد.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار

.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق