وفد سعودي رفيع يزور مصر

في خطوة تؤكد عمق العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، يبدأ وفد من اتحاد الغرف السعودية زيارة رسمية إلى القاهرة السبت المقبل، بهدف تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، واستكشاف فرص الشراكة الواعدة في قطاعات استراتيجية.

زيارة اقتصادية كبرى تزامنًا مع اتفاقية لحماية الاستثمارات

تأتي الزيارة في توقيت مهم، بعد موافقة البلدين على اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، مما يهيئ بيئة محفزة لضخ رؤوس أموال جديدة، ويوفر إطارًا قانونيًا داعمًا للمستثمرين من الجانبين.

وتسعى المملكة من خلال هذه الزيارة إلى فتح آفاق جديدة أمام الاستثمارات السعودية في السوق المصري، وتيسير التعاون بين مجتمع الأعمال في البلدين، عبر سلسلة من اللقاءات التجارية الثنائية وملتقى استثماري مشترك.

قيادة اقتصادية سعودية بارزة ضمن الوفد الزائر

يرأس الوفد السعودي رئيس اتحاد الغرف السعودية حسن بن معجب الحويزي، ويرافقه رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري الأستاذ بندر العامري، إلى جانب أعضاء المجلس ومجموعة من كبار المستثمرين السعوديين، يتجاوز عددهم 100 شخصية اقتصادية بارزة.

ويمثل هذا الوفد النخبة الاقتصادية في المملكة، بما يؤكد الجدية في الدفع باتجاه مرحلة جديدة من العلاقات الاستثمارية ترتكز على المشاريع الكبرى والقطاعات الحيوية.

استثمارات سعودية تتجاوز 35 مليار دولار في السوق المصري

تُعد الاستثمارات أحد أعمدة التعاون بين البلدين، حيث بلغ حجم استثمارات القطاع الخاص السعودي في مصر نحو 35 مليار دولار حتى نوفمبر 2023، عبر أكثر من 7,000 شركة سعودية تنشط في مجالات متنوعة.

كما ارتفع حجم التبادل التجاري بين السعودية ومصر ليصل إلى 11.3 مليار دولار في 2024، مقارنة بـ8.2 مليار دولار في 2023، مسجلاً نموًا بنسبة 37.8%، ما يعكس الزخم المتزايد في العلاقات الاقتصادية الثنائية.

15 مليار دولار استثمارات سعودية جديدة مرتقبة في مصر

كشف الأستاذ بندر العامري عن خطة لضخ استثمارات سعودية إضافية بقيمة 15 مليار دولار خلال السنوات القادمة، لترتفع الاستثمارات السعودية إلى 50 مليار دولار، وتغطي قطاعات متعددة تشمل الطاقة، والصناعة، والتطوير العقاري، والسياحة.

ويمثل هذا التوجه امتدادًا لرؤية المملكة في تنويع الاستثمارات الخارجية، وتعزيز مكانة القطاع الخاص السعودي في الأسواق الإقليمية.

جدول أعمال حافل باللقاءات والفرص الاستثمارية

يتضمن برنامج الزيارة عقد ملتقى استثماري سعودي مصري بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين المصريين، بالإضافة إلى لقاءات ثنائية بين الشركات، وزيارات ميدانية للمشروعات الكبرى في مصر.

وتهدف هذه الأنشطة إلى استعراض بيئة الأعمال والفرص والحوافز الاستثمارية، لا سيما في قطاعات الصناعة، والمناطق الحرة، والعقارات، والسياحة، التي تشكل أولويات في أجندة التنمية الاقتصادية المصرية.

تعزيز التعاون الاستراتيجي في إطار رؤية المملكة 2030

تحظى العلاقات الاقتصادية بين البلدين بدعم مباشر من قيادتي السعودية ومصر، حيث تعد مصر سابع أكبر شريك تجاري للمملكة، فيما يقود اتحاد الغرف السعودية جهودًا حثيثة لرفع حجم التجارة الخارجية، من خلال زيارات شملت 13 دولة خلال الفترة الأخيرة.

وتتسق هذه الخطوة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل الوطني، وتحقيق التكامل الاقتصادي مع الدول الشقيقة، وبناء شراكات استراتيجية مستدامة.

علاقات تاريخية راسخة ومواقف متطابقة على مختلف الأصعدة

تُجسد العلاقات السعودية المصرية نموذجًا في الترابط السياسي والاقتصادي والديني والثقافي، حيث تتطابق رؤى البلدين حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية، في ظل توافق سياسي ينعكس إيجابيًا على استقرار المنطقة وتعزيز الأمن الإقليمي.

ويُتوقع أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز صلابة العلاقات الاقتصادية، وبناء جسور تعاون جديدة بين رجال الأعمال في البلدين، بما يدفع نحو شراكة أكثر شمولية وتكاملاً في المستقبل.