في لقاء لتقديم كتاب "تونسيون مميزون" : مثقفون يدعون إلى مراجعة نقدية للتاريخ ويؤكدون على ضرورة إعادة الاعتبار للنخب المؤثرة في تاريخ تونس

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في لقاء لتقديم كتاب "تونسيون مميزون" : مثقفون يدعون إلى مراجعة نقدية للتاريخ ويؤكدون على ضرورة إعادة الاعتبار للنخب المؤثرة في تاريخ تونس, اليوم الأحد 13 أبريل 2025 06:37 مساءً

في لقاء لتقديم كتاب "تونسيون مميزون" : مثقفون يدعون إلى مراجعة نقدية للتاريخ ويؤكدون على ضرورة إعادة الاعتبار للنخب المؤثرة في تاريخ تونس

نشر في باب نات يوم 13 - 04 - 2025

306448
وسط أجواء طغى عليها الشعور بالعرفان والامتنان لذاكرة الوطن ورموزه، احتضنت مكتبة "الكتاب" بمنطقة "ميتوال فيل" اليوم الأحد حفل تقديم إصدار جديد صادر باللغة الفرنسية يحمل عنوان "Tunisiens émérites" (تونسيون مميزون)، وهو عمل توثيقي يخلّد أربعين شخصية تونسية كان لها الأثر الكبير في تشكيل ملامح الدولة والمجتمع خلال العقود الماضية.
هذا الكتاب الذي يعدّ باكورة سلسلة تصدرها دار "ليدرز" وتعنى بالشخصيات التونسية، لا يكتفي بمجرد التأبين أو الاسترجاع، وإنما يسعى، بحسب ما جاء في كلمات المتدخلين، إلى إعادة صلة الأجيال الجديدة بجذورها التاريخية في زمن تتعالى فيه الأصوات المعبّرة عن القلق من المستقبل والغموض الذي يكتنفه.
في هذا الجزء الأول، استعرض الكتاب مسارات أربعين شخصية من بينها زعماء سياسيون ومفكرون وأدباء وأطباء وعسكريون وفنانون وناشطون، وقد جمعهم عنصر مشترك هو التأثير الإيجابي في تونس المعاصرة. ومن أبرز هذه الأسماء الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور والمفكر محمد الطالبي والمؤرخ هشام جعيط والزعيم الحبيب بورقيبة والرئيس السابق الباجي قائد السبسي والمناضلة مية الجريبي والمدونة والناشطة لينا بن مهني ورجل الأعمال حمادي بوصبيع وعادل مقديش وغيرهم من الأسماء التي رحلت لكنها تركت أثرا لا يُمحى.
وما يضفي على هذا العمل قيمة مضاعفة هو أن سِيَر هذه الشخصيات كُتبت بأقلام أكاديمية مرموقة عايشت الكثير منهم أو درست أثرهم عن قرب على غرار محمد العزيز ابن عاشور الذي أدار اللقاء التقديمي اليوم، وعمار محجوبي ورافع بن عاشور وفايزة الكافي وأحمد ونيس وحمودة بن سلامة ومحمد فريد بن تنفوس وأمين بوكر ودرة بوزيد وعادل كمون ومحمد قصد الله وآمنة المنيف وحامد زغل وأحمد فريعة.
ووصف وزير الثقافة الأسبق محمد العزيز ابن عاشور، في كلمته الافتتاحية هذا العمل ب"الكتاب النجم" لجمعه بين "التحليل العلمي الرصين والتوثيق الإنساني العاطفي ولأنه يضم شخصيات من مشارب متعددة سياسية وفكرية ودينية ومدنية وفنية وعسكرية".
وأجمع المتدخلون على تفرّد هذا الكتاب لاعتماده على التنوع والإيجاز ما يجعله في متناول جمهور واسع وخاصة القراء الشباب الذين اعتادوا على النصوص المقتضبة والمباشرة في عصر المنصات الرقمية.
كما أكدوا على أن من بين أهداف الكتاب إعادة ربط الأجيال الجديدة بجذورها التاريخية في زمن تسوده الضبابية، إذ أن معرفة التاريخ، كما ورد في أكثر من مداخلة، ليست ترفا ثقافيا، وإنما تظل حصنا ضد الانجراف ووسيلة لفهم الحاضر واستشراف المستقبل. وفي هذا السياق، دعا المشاركون البلديات والوزارات والمؤسسات الرسمية إلى إطلاق أسماء هذه الشخصيات على الشوارع والمباني العامة تأكيدا لوجوب حضورها في الذاكرة الجماعية وتجذيرا لها في الفضاء العمومي.
ولم تخلُ المداخلات من التأمل في أزمة القراءة لدى الشباب اليوم. ولذلك اعتبر جل المتدخلين أن صيغة هذا الكتاب بتنوعها واختصارها قد تسهم في إعادة إشعال حب المعرفة لدى الأجيال الجديدة.
ونبُه المتدخّلون في الختام إلى استمرار انتشار "الكليشيهات التاريخية" التي تختزل فترات من تاريخ تونس وتعيد إنتاج سرديات ايديولوجية لا تخدم فهم الواقع. ودعا المشاركون إلى مراجعة نقدية للتاريخ تقوم على البحث والتوثيق لا على التلقين والأحكام المسبقة.

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق