نشر في باب نات يوم 20 - 04 - 2025

احتضنت دار الثقافة حامة الجريد من ولاية توزر اليوم الأحد لقاء حواريا ثقافيا بمناسبة احتفالات هذه المؤسسة بشهر التراث اهتم بتاريخ حامة الجريد الثقافي قدم خلالها المراسل الصحفي والمربي المتقاعد بوبكر حريزي مداخلته التي قدمت لمحة عن تاريخ المنطقة وغزير عطائها الثقافي وأبرز رموزها.
وبين المتحدث أن حامة الجريد هي واحدة من المناطق العريقة تاريخيا اقترن وجودها بعيون المياه الحارة وسكنها الرومان في القرن الوسيط وبنوا فيها الكنائس. ولعل موقع قباش الذي يتوسط الواحة أحد المعالم الشاهدة على ذلك حيث كان الموقع كنيسة كاثوليكية ثم انشقت عن الكاثوليكية غير أن ما بقي منها هي حجارة ضخمة وبقايا بناء مهدم. أما حامة الجريد فقد كانت بعد الفتوحات الإسلامية مركزا للإباضية وهي منتزه الجريد وملتقى أبنائه للتنزه والاستشفاء بمياههما وحتى من أقطار أخرى. وأشار المتحدث إلى بعض رموز المنطقة أمثال أبي القاسم يزيد بن مخلد بن مسياني الحامي ويعلا بن زنتاف المسياني أحد رموز إباضية الغرب الإسلامي في القرن الرابع هجري.
وأتت المداخلة إثر ذلك على حالة الركود الثقافي التي عاشتها حامة الجريد بعد الاستقلال رغم أنها كانت قبل ذلك قبلة للشعراء والفقهاء أمثال أبي القاسم الشابي الذي استقر فيها فترة زمنية قصيرة..
وأشار المتحدث إلى افتقار المنطقة لعقود من الزمن للفعل الثقافي وللمؤسسات الراعية للثقافة إلى أن أحدثت المكتبة العمومية سنة 1985 ودار الشباب سنة 1989 وتركيز أول مهرجان "مهرجان الحمام" سنة 1994 ولم تحدث دار الثقافة إلا سنة 2019 . وفي فترة وجيزة ساهمت في تركبز عديد الأنشطة الثقافية.
وأشارت مديرة دار الثقافة حامة الجريد أمال الحاجي إلى أن المؤسسة أعدت برنامجا متنوعا للاحتفال بشهر التراث في دورته 34 أبرزها الورشات تحت إشراف نوادي الاختصاص في الآجر المعبأ واللباس التقليدي ومعرض توثيقي بعنوان "بصمات تراثية" وورشة تصوير وأفلام وثائقية للتعريف بتراث المنطقة وزيارات ميدانية للمواقع الأثرية وورشات تكوينية في الصناعات التقليدية نظرا لثراء المخزون الحرفي في حامة الجريد لاسيما المرتبط بسعف النخيل ومعرض للتراث والفن بمشاركة مجموعة من الحرفيات.

.