دي ماريا.. ابن مدينة الأساطير.. ومريض الرئة صانع المجد

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دي ماريا.. ابن مدينة الأساطير.. ومريض الرئة صانع المجد, اليوم الجمعة 30 مايو 2025 03:57 مساءً

بعد مسيرة امتدت نحو عقدين من الزمن قضاها في ملاعب أوروبا، عاد الخميس الجناح الأرجنتيني المخضرم آنخيل دي ماريا ، البالغ من العمر 37 عامًا إلى مهد الطفولة والصبا نادي روزاريو سنترال.
نشأ دي ماريا في حي متواضع يُعرف باسم «لوس فلوريس»، واجهت فيه عائلته ظروفًا اقتصادية صعبة، بعد ولادته في مدينة روزاريو، مسقط رأس أساطير كرة القدم، مثل ليونيل ميسي، وجابرييل باتيستوتا، في 14 فبراير 1988.
والده ميجيل دي ماريا يعمل في بيع الفحم، بينما كانت والدته ديانا هيرنانديز تدعم الأسرة بعملها الدؤوب.
على الرغم من التحديات، كان شغف دي ماريا بكرة القدم واضحًا منذ طفولته، حيث كان يلعب في الشوارع بكرة مصنوعة من القماش.
في سن مبكرة، واجه دي ماريا مشكلات صحية، إذ أُصيب بمرض في الرئة تطلب علاجًا مكثفًا.
كان طفلًا نحيفًا ونشيطًا للغاية، ما دفع الأطباء لنصح والديه بتوجيه طاقته نحو الرياضة، هكذا بدأت رحلته مع كرة القدم، حيث انضم إلى نادٍ محلي صغير يُدعى «إل توريتو»، قبل أن ينتقل إلى روزاريو سنترال في سن التاسعة.
دي ماريا متزوج من خورخيلينا كاردوسو، وهي من مواطني روزاريو مثله، التقيا في سن مبكرة، وتزوجا في عام 2011 بعد علاقة طويلة. لديهما ابنتان: ميا، مواليد 2013، وبيا، مواليد 2017.
يُعرف دي ماريا بتعلقه الشديد بأسرته، وكثيرًا ما يشارك لحظات عائلية على وسائل التواصل الاجتماعي، مظهرًا جانبًا إنسانيًا بعيدًا عن أضواء الملاعب.
خورخيلينا كانت داعمة له خلال مسيرته، خاصة أثناء تجاربه في أوروبا، حيث انتقلت معه إلى إسبانيا وفرنسا وإيطاليا.
خلال فترته في مانشستر يونايتد «2014-2015»، واجه دي ماريا وزوجته صعوبات في التأقلم مع الحياة في إنجلترا.
في إحدى الحوادث، تعرض منزلهما لمحاولة سطو مسلح، ما أثر على شعورهما بالأمان، وأدى إلى انتقاله إلى باريس سان جيرمان بعد موسم واحد فقط.
على الرغم من شهرته العالمية، ظل دي ماريا مرتبطًا بجذوره في روزاريو، يتحدث دائمًا بحنين عن طفولته ومدينته، وكثيرًا ما يذكر تأثير عائلته وأصدقائه.
يُوصف دي ماريا بأنه شخص هادئ ومتواضع خارج الملعب، بعيدًا عن شخصية النجم المتألقة داخله، يحب قضاء الوقت مع عائلته، وهو من عشاق الشواء الأرجنتيني التقليدي «أسادو». كما أنه يهتم بالأعمال الخيرية، حيث ساهم في دعم المجتمعات المحلية في روزاريو من خلال التبرعات ومبادرات دعم الأطفال.
بعد تألقه مع روزاريو سنترال، انتقل دي ماريا إلى أوروبا عام 2007 لينضم إلى بنفيكا البرتغالي، حيث بدأ في صقل موهبته.
في 2010، وقّع مع ريال مدريد الإسباني، حيث قضى أربعة مواسم مميزة، كان أبرزها تتويجه بدوري أبطال أوروبا عام 2014، حيث قدم أداءً استثنائيًا في النهائي ضد أتلتيكو مدريد. لاحقًا، انتقل إلى مانشستر يونايتد، ثم إلى باريس سان جيرمان، حيث أمضى سبعة أعوام ساهم خلالها في تحقيق العديد من الألقاب المحلية. كما لعب ليوفنتوس الإيطالي، قبل أن يعود إلى بنفيكا في آخر موسمين.
على الصعيد الدولي، كان دي ماريا ركيزة أساسية في منتخب الأرجنتين، حيث ساهم في تتويج «التانجو» بكأس العالم 2022 في قطر. سجل هدفًا حاسمًا في النهائي ضد فرنسا، ليصبح أحد أبطال الإنجاز التاريخي الذي طال انتظاره.
عودة دي ماريا إلى روزاريو سنترال ليست مجرد خطوة رياضية، بل تعكس رغبته في إعادة الاتصال بجذوره والعيش قرب عائلته وأصدقائه.
هذه العودة تمنحه فرصة لقضاء المزيد من الوقت مع عائلته في بيئة مألوفة، بعيدًا عن ضغوط الحياة الأوروبية. كما أنها تتيح له إلهام جيل جديد من اللاعبين في روزاريو، حيث يُنظر إليه بطلًا محليًا حقق أحلام مدينته على الساحة العالمية.
بهذه العودة، يُكمل دي ماريا دائرة حياته، من طفل فقير في شوارع روزاريو إلى نجم عالمي يعود ليختتم مسيرته حيث بدأ، حاملًا معه إرثًا من الإنجازات وروحًا لا تزال متعطشة لتحقيق المزيد.


دي ماريا.. ابن مدينة الأساطير.. ومريض الرئة صانع المجد
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق