أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي اليوم الإثنين أن مجلس التعاون بات يشكل نموذجا متفردا للعمل الجماعي وصوتا رشيدا في القضايا الإقليمية والدولية مشيدا بالدعم الكبير الذي يوليه قادة دول المجلس لمسيرة التكامل الخليجي.

وقال البديوي في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري لمجلس التعاون الخليجي المنعقد في دولة الكويت إن الاجتماع ينعقد في ظل تحديات وتحولات إقليمية ودولية دقيقة.

وأشار إلى أن تماسك المجلس في مختلف المجالات جعله شريكا موثوقا في التعاون الإقليمي والدولي ومنصة للحوار الدولي في ظل سلسلة من القمم الناجحة التي عقدها مؤخرا مع جهات دولية عدة من أبرزها القمة الخليجية الأوروبية والخليجية الأمريكية ومع رابطة الآسيان والقمة الثلاثية مع الصين الشعبية فضلا عن قمة مرتقبة مع دول آسيا الوسطى في مدينة سمرقند في تجسيد حي لمكانته العالمية المتنامية.

وفي الجانب الاقتصادي نوه البديوي بما تحقق مؤخرا من تقدم مهم في مسار التعاون الاقتصادي والمتمثل في توقيع البيان المشترك بين مجلس التعاون وماليزيا لإطلاق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة وذلك خلال الاجتماع الذي عقد في كوالالمبور الأسبوع الماضي إذ تمثل هذه الخطوة الإرادة السياسية المشتركة للانفتاح على الأسواق الآسيوية الصاعدة وخطوة نوعية نحو تعزيز الشراكة الاقتصادية العالمية بما يعود بالنفع على شعوبنا ومصالحنا المشتركة.

ولفت إلى عدد من الفعاليات الاستثمارية القادمة من بينها منتدى الاستثمار الخليجي مع آسيا الوسطى المزمع عقده في قرغيزستان نهاية يونيو الجاري إضافة إلى منتدى الاستثمار الخليجي المغربي في الدار البيضاء ومنتدى الاستثمار الخليجي المصري في القاهرة خلال نوفمبر المقبل مؤكدا أنها تشكل منصات استراتيجية لتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

وفي السياق ذاته أعلن البديوي عن نتائج اجتماع لجنة التعاون المالي والاقتصادي الذي اختتم أعماله أمس في الكويت والتي تناولت موضوعات من شأنها تعزيز التنوع الاقتصادي في دول المجلس مشيرا إلى إطلاق الحملة الإعلامية للسوق الخليجية المشتركة تحت شعار (كل الخليج وطن).

وذكر أن القضية الفلسطينية تظل في صدارة اهتمام مجلس التعاون مؤكدا على الموقف الخليجي الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وثمن المبادرة السعودية بتشكيل (التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين) وهي خطوة نوعية لتفعيل الإجماع الدولي والعمل على تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته التاريخية نحو إنهاء الاحتلال ووضع حد للمعاناة الإنسانية.

ورحب بعقد المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول تنفيذ حل الدولتين المزمع انعقاده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك خلال الفترة من 17 إلى 20 يونيو الحالي برعاية مشتركة سعودية - فرنسية معربا عن أمله أن يسهم هذا المؤتمر في إحياء الزخم الدولي نحو تحقيق السلام العادل والدائم والذي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويرسخ مبدأ التعايش السلمي بين الدولتين.

ونوه بالجهود الدبلوماسية التي تبذلها دولة قطر والتي حظيت بتقدير دولي واسع في سبيل التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة حيث لعبت دولة قطر دورا محوريا في الوساطة بين الأطراف المعنية وأسهمت بشكل فعال في تخفيف حدة التوترات وتعزيز فرص السلام والاستقرار في المنطقة.

وأكد أن دبلوماسية دول المجلس أثبتت قدرتها على نزع فتيل الأزمات وتعزيز الأمن الجماعي مشيرا إلى أن النجاحات المحققة جاءت نتيجة الوحدة وروح العمل الجماعي التي تجمع دول المجلس.

وأعرب عن فخره بما تحقق خلال 44 عاما من تأسيس مجلس التعاون مشيرا إلى العزم المشترك لمواصلة مسيرة الوحدة والتنمية والتكامل تحت توجيهات قادة دول المجلس.

ورفع البديوي أسمى آيات الشكر والتقدير إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى وإلى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس على دعمهم المتواصل لمسيرة المجلس.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك