اعتقد الكثيرون أن المهاجمين الفرنسي كيليان مبابي والنرويجي إيرلينج هالاند سيُشكّلان المنافسة الكبرى المقبلة على قمة نجومية كرة القدم، خلفًا للأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، لكن ربما حان الوقت لفتح صفحة جديدة مع شابين صغيرين لفتا أنظار العالم بموهبتهما الفذة، وهما يامين يامال وديزيه دوي.
ويعد الإسباني يامال «17 عامًا» مهاجم برشلونة، الذي سجل هدف الفوز بمرمى فرنسا في الدور نصف النهائي لبطولة أوروبا الصيف الماضي والذي جعل منه نجمًا على الساحة العالمية، ومرشحًا بقوة للفوز بجائزة الكرة الذهبية. كما سجل الفرنسي دوي «20 عامًا» هدفين وصنع آخر لباريس سان جيرمان أمام إنتر ميلان الإيطالي في نهائي دوري أبطال أوروبا.
وسيلتقي اللاعبان للمرة الأولى عندما يصطدم المنتخبان الإسباني والفرنسي في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية الخميس بمدينة شتوتجارت الألمانية، حيث سيواجه الفائز منهما البرتغال التي تأهلت الأربعاء على حساب ألمانيا بنتيجة 2ـ1.
وكتب هاري بامفورث من القسم الرياضي بصحيفة «ديلي ميل» الخميس: «حان الآن وقت المنافسة الشرسة بين يامال دوي.. صحيح أنهما مراهقان، لكن بات واضحًا تمامًا أنهما قادران على فرض سطوتهما على كرة القدم للعقد المقبل وما بعده».
وأضاف: «هل ستكون هذه المباراة حاسمة في تحديد الفائز بجائزة الكرة الذهبية.. ربما يكون المتوج عثمان ديمبيلي زميل دوي في باريس والمنتخب.. ولكن على أي حال، ستكون الليلة أول مواجهة في معركة تاريخية بين المراهقين».
وقارن بامفورث أداء اللاعبين وأرقامهما وقال: «ما يجب أن نتذكره هو أن يامال، رغم صغر سنه، يتمتع بخبرة أكبر في أعلى مستويات كرة القدم من دوي الأكبر سنًا، حيث تألق مع برشلونة حتى قبل انضمام دوي إلى باريس سان جيرمان».
وعلق قائلًا: «لا يزال يامال في سنّ لا يسمح له بالقيادة قانونيًا في إسبانيا، لكنه بالتأكيد لا يحتاج إلى ذلك عندما يكون على أرض الملعب. ففي الموسم الماضي، أسهم بـ 39 هدفًا من أصل 174 سجلها برشلونة في جميع المسابقات سجل 18 وصنع 21».
ووصف بامفورث تلك الأرقام بالمذهلة والمرتفعة، إلا أن هناك لاعبون آخرون يتفوقون عليه، لكن مع ذلك اعتبر أن هذا الأمر ليس مهمًا بقدر المهارات التي يمتلكها اللاعب: «عندما تشاهد يامال وهو يلعب، فإن سرعته، ومراوغاته، ومهاراته، وهدوئه، توضح سبب ترشيحه للكرة الذهبية.. ومع ذلك، فإن معركته مع دوي هذا المساء ليست شيئًا يعتقد يامال أنها يجب أن تؤثر على التصويت، بل أداؤه على مدار العام ككل».
بناءً على الإحصاءات، يتفوق يامال على دوي في التسجيل والتمريرات الحاسمة والفرص الخطيرة وبالتقييم العالم. كما صنف كأغلى لاعب في عالم كرة القدم وفقًا للمركز الدولي للدراسات الرياضية CIES والذي قدر قيمته بـ 339 مليون جنيه إسترليني، مقابل 91 مليونًا لدوي.
ومع ذلك، فإن الأرقام والإحصاءات لا تحكي القصة كاملة كما يقول بامفورث حيث يجب الأخذ في الاعتبار أن دويه، الذي انضم إلى باريس سان جيرمان قادمًا من رين الصيف الماضي، لم يبدأ أساسيًا مع لويس إنريكي مدربه في باريس إلا مع مطلع العام الجاري، وبالتالي حصل على دقائق لعب أقل من يامال «3019 مقابل 4548».
حصل دوي على عدد أقل بكثير من الدقائق على أرض الملعب مقارنة بيامال، وقد جاء 13 من أهدافه الـ15 في عام 2025، اثنان منها في نهائي دوري أبطال أوروبا. وكان أداء اللاعب تاريخيًا في نهائي دوري الأبطال والذي عرف بـ«نهائي دوي» حيث لم يعد فريقه بحاجة إلى خدمات كيليان مبابي أو نيمار جونيور.
وقبل أقل من شهر، فعل يامال الشيء نفسه في دفاعات إنتر ميلان في نصف النهائي وكان من المؤسف أن تألق اللاعب في المباراتين لم يكن كافيًا لمساعدة برشلونة على عبور خط النهاية، التي كانت ستكون مسرحًا لمواجهة أولى بين المراهقين، لكن الانتظار لن يطول كثيرًا إذا سيتلقيان الليلة لكن هذه المرة بقميصي منتخبي بلديهما.