نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
علوان.. بحث عن نفسه في ماليزيا ووجدها بقلوب الأردنيين, اليوم الجمعة 6 يونيو 2025 04:35 مساءً
في ليلةٍ لن ينساها الأردنيون، خطف المهاجم علي علوان الأنظار بثلاثيةٍ في شباك المنتخب العُماني الأول لكرة القدم. هي لم تكن مجرد أهدافٍ، بل كانت تذكرةً ذهبيةً، حملت «النشامى» إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ الأردن، وهذه ليست قصةَ مباراةٍ، إنها قصة شابٍّ عادي، تحدَّى الظروف، ليصبح بطلًا استثنائيًّا.
في عمَّان، وُلِدَ علي إياد علي علوان في مارس 2000، وبدأ حلم الفتى طويل القامة «184 سم»، يتشكَّل تدريجيًّا. كانت كرة القدم ملعبه، ونادي الوحدات، عملاق الكرة الأردنية، مدرسته الأولى، لكنَّ الطريق لم يكن مفروشًا بالورد، وفرصة اللعب مع الفريق الأول، كانت شبه مستحيلةٍ، لذا اختار علوان طريقًا آخرَ.
انتقل إلى الجزيرة، النادي العريق الذي تأسَّس عام 1947، ليبدأ رحلة صعوده، وبحلول 2018، وهو في الـ 18، أصبح نجمًا أساسيًّا في الفريق، يُبهِر الجماهير بمهاراته وسرعته.
ولم يكتفِ علوان بالتألُّق المحلي، فطموحه دفعه إلى الدوري القطري حيث انضمَّ إلى نادي الشمال عام 2022. هناك، سجل تسعة أهدافٍ، وصنع عشرةً في 45 مباراةً، قبل أن ينتقل معارًا إلى الخور في 2024، ويضيف أربعة أهدافٍ، ويصنع اثنين في ثماني مبارياتٍ فقط.
المفاجأة الكبرى جاءت في 2024 عندما اختار وجهةً غير متوقَّعةٍ. الدوري الماليزي الممتاز مع نادي سيلانجور.
وفي أول ظهورٍ له، سجل في فوزٍ ساحقٍ 4ـ0 على كوتشينج سيتي، ثم في دوري أبطال آسيا حيث أذهل الجميع بهدفٍ حاسمٍ في شباك العملاق الكوري تشونبوك هيونداي موتورز، ليقود سيلانجور لفوز 2ـ1. ولم تتوقف براعته عند هذا الحد، إذ قد قاد فريقه للفوز بكأس التحدي الماليزي 2025 مسجلًا هدفين في النهائي.
وعلى الساحة الدولية، بدأت قصة علوان مع المنتخب الأردني، 12 نوفمبر 2020، بمباراةٍ تجريبيةٍ أمام العراق، انتهت بالتعادل. أمَّا هدفه الأول، فجاء في 2021 أمام البحرين، ثم وضع «هاتريك» في شباك ماليزيا.
وتحت قيادة المدرب العراقي عدنان حمد، أصبح علوان ركيزةً أساسيةً في كأس العرب 2021 حيث وصل الأردن إلى ربع النهائي. وفي كأس آسيا 2023، برز دوره لاعبًا متعدد المهام، يحتفظ بالكرة، ويراوغ في المساحات الضيقة، ويدافع بقوة على الرغم من غيابه عن التسجيل.
وإثر إصابةٍ قويةٍ، أبعدته عن ثلاث مبارياتٍ في التصفيات الآسيوية، عاد علوان في الوقت المناسب.
وخلال مباراةٍ مصيريةٍ أمام عُمان، الخميس، سجل ثلاثيةً نظيفةً، ليصبح الهدَّاف الأبرز للأردن في التصفيات بتسعة أهدافٍ، مقتربًا من متصدر الهدافين القطري المعز علي.
هذه الأهداف، لم تكن مجرد أرقامٍ فقط، بل وكانت أيضًا الشرارة التي أشعلت احتفالات الشعب الأردني، معلنةً تأهل «النشامى» إلى مونديال 2026.
لم يكن علوان وحيدًا في هذا الإنجاز، فالثنائي يزن النعيمات وموسى التعمري، بثمانية وسبعة أهدافٍ في التصفيات، شكَّلا معه مثلثًا هجوميًّا مخيفًا، لكنْ في تلك الليلة التاريخية، كان علوان النجم الأول، الذي خرج من ظل زملائه، ليصبح رمزًا للطموح والإصرار.
من ناشئ في الوحدات إلى بطلٍ، قاد الأردن إلى العالمية. علي علوان لم يبحث فقط عن ذاته في ملاعب ماليزيا، بل وعن مكانه أيضًا في قلوب الأردنيين، حاملًا حلمهم إلى أكبر مسرحٍ كروي في العالم.
0 تعليق