سيارات كهربائية صينية تقتحم السوق المغربية من باب الشراكة الاستراتيجية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سيارات كهربائية صينية تقتحم السوق المغربية من باب الشراكة الاستراتيجية, اليوم السبت 7 يونيو 2025 08:15 مساءً

تشهد السوق المغربية تحولاً نوعياً في قطاع السيارات، مع دخول علامات تجارية جديدة قادمة من الشرق الأقصى، وتحديدا من الصين، في سياق ما يمكن اعتباره موجة عالمية نحو السيارات الكهربائية النظيفة والمستدامة، حيث أعلنت شركة “سمارت” الصينية – ذات الجذور الألمانية من حيث النشأة والهوية التصميمية – عن دخولها الرسمي إلى السوق المغربية، بشراكة استراتيجية مع الفاعل المحلي البارز “أوتو نجمة”، الموزع الرسمي لسيارات مرسيدس-بنز بالمملكة.

ولم يكن هذا التطور مفاجئا للمراقبين، خاصة وأن المغرب بدأ منذ سنوات يشق طريقه بثبات نحو تعزيز البنية التحتية الخاصة بالنقل النظيف، من خلال مشاريع استثمارية كبرى ومخططات وطنية لتحفيز التحول إلى الطاقة المستدامة، ما يجعل من السوق المحلية هدفا جذابا للشركات الدولية، ولا سيما الصينية منها، والتي باتت تتقن لعبة التوسع الصامت والذكي، مدفوعة بتفوق تكنولوجي متزايد في مجال السيارات الكهربائية.

ولا تقتصر الشراكة بين "سمارت" و"أوتو نجمة" على عمليات التوزيع فحسب، بل تتجاوزها نحو تأسيس شبكة عرض وخدمة ما بعد البيع، من المرتقب أن تشمل ست مدن رئيسية في أفق عام 2027، تشمل الدار البيضاء، الرباط، مراكش، فاس، أكادير وطنجة، في خطوة تعكس ثقة العلامة في آفاق النمو داخل المملكة، كما تترجم الرؤية المشتركة بين الطرفين لتقديم تجربة تنقل حضرية متقدمة تستجيب لانتظارات الزبون المغربي الذي أصبح أكثر وعيا بالقضايا البيئية وأشد ميلا للابتكار التكنولوجي.

وتشمل السيارات التي ستطرح في المرحلة الأولى طرازات "سمارت 1" و"سمارت 3" و"سمارت 5"، وهي مركبات كهربائية بالكامل تتميز بتصميم عصري مدمج، وداخلية رحبة، وأداء محرك قوي يتجاوز 300 كيلوواط في بعض النسخ، بالإضافة إلى تقنيات متقدمة في القيادة الذكية وأنظمة الاتصال والتفاعل مع السائق، حيث أن أسعار هذه الطرازات، وإن كانت موجهة للفئة المتوسطة إلى العليا، إلا أنها تظل تنافسية بالنظر إلى التجهيزات وجودة الصنع.

ولا يقتصر الرهان الصيني على بيع المركبات فقط، بل يحمل في طياته بعدا استراتيجيا أعمق يرتبط بانتشار نموذج التنقل الأخضر في منطقة شمال إفريقيا، والمغرب على وجه الخصوص الذي صار في الأعوام الأخيرة محط أنظار كبار المصنعين العالميين بفضل استقراره السياسي، ووضوح رؤيته التنموية، ووجود قاعدة صناعية متقدمة في مجال السيارات.

من جهة أخرى، لا يمكن إغفال رمزية التعاون مع “أوتو نجمة”، باعتبارها واجهة مرموقة للسيارات الألمانية الراقية في السوق المغربية، وهو ما يمنح العلامة الصينية زخما إضافيا على مستوى الموثوقية والصورة الذهنية لدى المستهلك، حيث يفتح هذا التحول في المشهد الباب أمام مزيد من الدينامية والمنافسة، وربما يعيد رسم خريطة قطاع السيارات بالمغرب، ليس فقط على مستوى العرض، بل حتى على مستوى الثقافة الاستهلاكية والتوجهات البيئية.

ويعتبر دخول سيارات “سمارت” الكهربائية الصينية إلى المغرب مؤشرا على بداية مرحلة جديدة عنوانها التحول الذكي، والرهان على التكنولوجيا النظيفة، وفتح المجال أمام تعددية الاختيارات للمستهلك المغربي، الذي أصبح اليوم لاعبا فاعلا في السوق الدولية وليس مجرد زبون يتلقى، حيث وبين طموح المصنع الصيني ورؤية الشريك المغربي، تلوح في الأفق ملامح تجربة تنقل حضرية أكثر ذكاء واستدامة، قد تكون عنوان المستقبل القريب.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق