عزلة تتفاقم وانهيار يلوح في الأفق.. نداء صحراوي لحلّ "البوليساريو" بعد فشل خيار الحرب وتآكل الدعم الخارجي

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عزلة تتفاقم وانهيار يلوح في الأفق.. نداء صحراوي لحلّ "البوليساريو" بعد فشل خيار الحرب وتآكل الدعم الخارجي, اليوم السبت 7 يونيو 2025 08:15 مساءً

يبدو أن رياح الدبلوماسية الدولية لم تعد تجري بما تشتهيه جبهة "البوليساريو"، التي تواجه عزلة خانقة وتآكلاً غير مسبوق في الدعم الخارجي، في وقتٍ يتسع فيه التأييد الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة المغربية كحل "جدي وذي مصداقية وحيد"، على حد تعبير وزير الخارجية البريطاني مؤخراً، وهو الموقف ذاته الذي سبق أن عبرت عنه إسبانيا ودول كبرى أخرى.

وفي هذا السياق، وجّهت "حركة الصحراويين من أجل السلام" صفعة قوية للبوليساريو، داعيةً إلى حلّ التنظيم بشكل نهائي، واعتباره أداة استُنزفت في "حرب عبثية" لا مستقبل لها. 

الحركة نددت في رسالة مفتوحة بما وصفته بـ"القرار الكارثي" الذي اتخذته قيادة الجبهة في نوفمبر 2020 بإعادة إشعال الحرب دون حسابات سياسية أو استراتيجية واضحة، الأمر الذي أدى – حسب الرسالة – إلى وضع ميداني وعسكري هشّ لا يمكن الدفاع عنه.

وفي ساحة المعركة، كشفت الرسالة أن الطائرات المسيّرة المغربية فرضت هيمنتها الجوية، ما أدى إلى إضعاف مواقع "البوليساريو" وتغيير ميزان القوى بشكل نهائي، في حين باتت الجزائر، الداعم الرئيسي للجبهة، مترددة في تقديم السلاح والذخيرة، أما موريتانيا فقد أبدت إشارات تعب واضحة وبدأت تنظر في منع عبور الأسلحة داخل أراضيها.

وبينما يتجه المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا إلى نهاية ولايته دون أي اختراق سياسي حقيقي، تتدهور الأوضاع المعيشية في مخيمات تندوف بسرعة، وسط شحّ في الموارد، غياب الأمن، وتصاعد الإحباط الجماعي، مما يهدد بانفجار اجتماعي داخلي.

الرسالة لم تكتف بالتشخيص، بل أطلقت نداءً عاجلاً للنخب الصحراوية – السياسية والقبلية والمدنية في الداخل والخارج – لفتح نقاش صريح ومسؤول يضع مصلحة الصحراويين فوق الحسابات الإيديولوجية البالية، داعية إلى التخلي عن أوهام "النصر العسكري" وبناء مسار سياسي واقعي يحفظ الكرامة ويوفر حلاً حقيقياً ومستداماً.

وذكّرت الرسالة بتاريخ الحركات الانفصالية المسلحة الفاشلة، مثل حزب العمال الكردستاني في تركيا، والفارك في كولومبيا، والانفصاليين في بيافرا بنيجيريا، ومجاهدي خلق في إيران، الذين انتهت مشاريعهم بالفشل والاندثار، قائلة: "التاريخ لا يرحم، والوقت ليس في صالحنا".

واختتمت الرسالة بتحذير بالغ الدقة: "لقد حان وقت الشجاعة الأخلاقية والتواضع السياسي... فإما أن نواصل السير في طريق مسدود ينتهي بالخذلان والانهيار، أو أن نغتنم الفرصة الأخيرة لبناء حل سياسي مشرّف، بلا غالب ولا مغلوب، يحظى بضمانات دولية ويرتقي إلى مستوى تطلعات شعبنا".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق