سجّلت أسعار النفط قفزة قوية تجاوزت 4%، مدفوعة بتصاعد التوترات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، وإجراءات أمريكية عاجلة شملت إجلاء دبلوماسيين وعائلات عسكريين من عدة دول خليجية، في خطوة تعكس مخاوف متزايدة من احتمال اتساع رقعة التصعيد في المنطقة.

وبحسب بيانات التداول، ارتفع سعر خام برنت بمقدار 2.90 دولار، بنسبة 4.34%، ليغلق عند 69.77 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى يبلغه منذ الثالث من أبريل. كما صعد الخام الأمريكي الخفيف بـ3.17 دولارات، بنسبة 4.88%، ليصل إلى 68.15 دولارًا للبرميل عند التسوية، مسجلًا أعلى مستوى منذ بداية أبريل أيضًا.

تحركات أمريكية تثير قلق الأسواق

وتأتي هذه الارتفاعات في أعقاب إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن إجلاء موظفيها غير الأساسيين من السفارة الأمريكية في بغداد، ضمن مراجعة أمنية قالت إنها تهدف إلى "ضمان سلامة المواطنين الأمريكيين". وأوضحت الخارجية أن السفارة كانت تعمل مسبقًا بطاقم محدود، ما يجعل تأثير القرار محدودًا على حجم العاملين.

وفي إجراء مماثل، سمحت واشنطن بالمغادرة الطوعية للموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم في كل من البحرين والكويت، ما يفتح المجال لمزيد من الإخلاء الدبلوماسي في حال تفاقمت الأوضاع الأمنية.

من جانبها، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن وزير الدفاع بيت هيغسيث فوّض السماح بالمغادرة الطوعية لأسر العسكريين المتمركزين في عدة مواقع بالمنطقة، مشيرةً إلى أنها تتابع عن كثب "التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط".

المخاوف تعيد الزخم للأسواق

ويُعد الاضطراب الجيوسياسي أحد أبرز المحرّكات التقليدية لأسواق النفط، إذ يثير مخاوف المستثمرين من احتمال تعطل الإمدادات، خصوصًا حين يتعلق الأمر بمنطقة الخليج، التي تضم أبرز المنتجين والمصدرين للنفط عالميًا.

ويرى محللون أن ردود الفعل السريعة في أسواق الطاقة تعكس حالة من الحذر والترقب، خصوصًا في ظل عدم وضوح مآلات التصعيد الحالي. كما أن تحركات واشنطن تعزز المخاوف من أن تكون التطورات الأمنية في المنطقة مقدمة لسيناريوهات أكثر تعقيدًا قد تؤثر بشكل مباشر على إمدادات النفط العالمية.

ويبقى أن نرصد ما إذا كانت هذه القفزة في الأسعار ستستمر في الأيام المقبلة، أم أنها مجرد استجابة مؤقتة لتطورات متسارعة، في وقت يظل فيه الشرق الأوسط أحد أعقد المسارح الجيوسياسية عالميًا.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك