على الرغم من أن الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران لم تؤدِ إلى خسائر جسيمة في منشآت النفط والغاز لدى الجانبين، إلا أن سوق النفط العالمي يعيش على وقع قلق متصاعد، دفع العديد من المحللين إلى التحذير من اقتراب سعر برميل النفط من حاجز الـ100 دولار، خاصة إذا اتسع نطاق التصعيد ليشمل مضيق هرمز، شريان الطاقة العالمي.

البرميل على عتبة الارتفاع.. لماذا؟

تكمن حساسية الموقف في تهديد محتمل لمضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من الاستهلاك العالمي للنفط. ورغم أن الهجمات حتى الآن استهدفت بشكل أساسي منشآت تكرير أو بنى تحتية للغاز، إلا أن توسع رقعة الصراع قد يضع الإنتاج والنقل في مرمى الخطر.

إصابات محدودة في البنية التحتية للطرفين

في إسرائيل، أعلنت شركة "مصافي النفط المحدودة" عن تضرر خطوط أنابيب ومرافق نقل في حيفا جراء الهجمات الصاروخية، لكنها أكدت استمرار عمل مرافق التكرير، مع إغلاق جزئي لبعض العمليات.

أما في إيران، فرغم اندلاع حريق في خزان وقود قرب مصفاة طهران، أفادت وسائل إعلام محلية بأن عمليات الإنتاج والتوزيع لم تتوقف. إلا أن الضربة الإسرائيلية على حقل "بارس الجنوبي" - أكبر حقول الغاز الإيرانية والمشترك مع قطر - تسببت في تعليق جزئي للإنتاج، ما اعتُبر تطوراً غير مسبوق في استهداف منشآت الطاقة الإيرانية.

مضيق هرمز.. الورقة الأخطر

السيناريو الأكثر إثارة للقلق يبقى احتمال لجوء طهران إلى تهديد الملاحة في مضيق هرمز، الذي تمر عبره يومياً أكثر من 20 مليون برميل من النفط. وقد سبق للحرس الثوري الإيراني أن استولى على ناقلات نفط غربية في هذه المنطقة، وسط مؤشرات إلى أن أي تعطيل للممر سيؤدي إلى اضطراب كبير في الأسواق.

الولايات المتحدة في قلب المعادلة

يتوقع مراقبون أن تبادر القوات الأمريكية إلى حماية الملاحة في المضيق، لكن احتمالية وقوع اشتباكات بحرية، ولو محدودة، قد تكون كفيلة بدفع الأسعار إلى مستويات قياسية.

وفرة الإمدادات قد تحد من الصعود

في المقابل، يرى محللون أن المعروض النفطي العالمي القوي حالياً - بفضل زيادة الإنتاج من الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وغيرها - قد يخفف من حدة الارتفاع. كما أن احتمالات العودة إلى التفاوض بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي قد تسهم في تهدئة الأسواق.

سوق مضطرب ومستقبل غامض

حتى وإن تجاهل المستثمرون التوترات الإقليمية في الماضي، إلا أن التصعيد الأخير يحمل طابعاً أكثر خطورة، وسط حالة من الترقب لردود الفعل القادمة. ووفق ما تشير إليه تحركات الأسواق، فإن النفط مقبل على موجة من التقلبات الحادة خلال الأيام المقبلة، ما لم تُبذل جهود جادة لنزع فتيل التصعيد.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك