نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
“عطلتكم شقائي”.. آلاف الإسبان ينتفضون ضد السياحة ويهاجمون الزوار ب"المسدسات, اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 06:23 مساءً
في مشاهد غير مألوفة ومشحونة بالغضب، خرج آلاف الإسبان في مظاهرات حاشدة في عدد من المدن السياحية الكبرى، للتنديد بما وصفوه بـ"الاحتلال السياحي" الذي بات يخنق حياتهم اليومية. المتظاهرون لم يكتفوا بالشعارات، بل لجأوا إلى رش السياح بمسدسات مياه، في خطوة رمزية تهدف إلى التعبير عن رفضهم للغزو السياحي الذي أفقد مدنهم طابعها الأصيل، وحولها إلى فضاءات تجارية لا ترحم السكان الأصليين.
ورغم أن السياحة تشكل ركيزة أساسية للاقتصاد الإسباني، وتُدر على البلاد المليارات سنويًا، إلا أن ذلك لم يمنع المواطنين من الخروج إلى الشارع، حاملين لافتات كتب عليها “السياحة الجماعية تقتل المدينة” و"عطلتكم شقائي"، في إشارة إلى أن راحة الزوار تأتي على حساب معاناة السكان المحليين، وقد استهدفت هذه التحركات مدنًا مثل برشلونة وجزيرة مايوركا، وهما من أبرز الوجهات التي تشهد اكتظاظًا سياحيًا خانقًا.
وفي تصريحات صادمة، قال أحد المتظاهرين إنه تعمد رش زوجين بالماء في أحد المقاهي للتعبير عن استيائه، معتبرًا أن "برشلونة لم تعد لأهلها، بل تُركت بالكامل للسياح"، مضيفًا أن ما يحدث "نضال مشروع لاستعادة المدينة".
الاحتجاجات لم تتوقف عند حدود إزعاج الزوار، بل شملت مطالب قوية بإعادة النظر في النموذج الاقتصادي القائم على السياحة الجماعية، والذي يتسبب – بحسب النشطاء – في أزمة سكن خانقة، وارتفاع صاروخي في أسعار الإيجارات، فضلاً عن استنزاف البنية التحتية وتفاقم مشاكل القمامة وشح المياه.
وفي عام 2024 وحده، استقبلت إسبانيا أكثر من 90 مليون سائح أجنبي، في وقت يرى فيه المحتجون أن هذا الرقم تجاوز قدرة المدن على التحمل. ومن بين مطالبهم، فرض سقف أقصى لعدد السياح في المدن المزدحمة، وزيادة الضرائب المفروضة على الزوار من أجل تمويل البنية التحتية المحلية.
ويُشار إلى أن هذه التحركات الغاضبة لم تقتصر على إسبانيا، بل امتدت إلى وجهات أخرى مثل مدينة البندقية الإيطالية والعاصمة البرتغالية لشبونة، ضمن حملة منسقة في جنوب أوروبا للتحذير من عواقب السياحة المفرطة.
وفي خضم هذا السخط، تحدث مواطن يُدعى مارتينيز من برشلونة عن معاناته الشخصية قائلاً إن إيجاره ارتفع بأكثر من 30 في المئة لأن معظم الشقق أصبحت مخصصة للتأجير القصير الأمد للسياح، مضيفًا أن المحلات التقليدية يتم استبدالها بمتاجر بيع الهدايا التذكارية ومطاعم البرغر، ما يهدد الهوية الثقافية للمدينة ويقضي على نمط الحياة المحلي.
0 تعليق