هاي كورة: ( هوغو سكوشيا -SPORT) رأي خاص بالصحفي

لطالما تساءلتُ عن مصدر تعاطف كثير من مشجعي برشلونة مع أتلتيك بلباو، لم أتفق مع تلك الأسطوانة التي تقول إنه “فريق صديق”، ولديّ انطباع بأن هذا الإحساس بالأخوّة الزائفة يعود في جوهره إلى أسباب سياسية أكثر من كونه نابعاً من علاقة حقيقية بين الناديين.

تصرف أتلتيك وجماهيره كفريق صغير وجمهور صغير في كل ما يتعلّق ببرشلونة، بتصرفات طفولية ونوبات غضب مفعمة بروح الضحية، ما حدث مع مارادونا نعرفه جميعاً؛ وإنييستا كانوا الوحيدين الذين تجرؤوا على إطلاق صافرات الاستهجان ضده وإهانته دون أي سبب، أما في قضية نيغريرا، فانتهزوها للتعبير عن عدائهم لبرشلونة بعرض مبالغ فيه لم يَزِد إلا في كشف مدى رفضهم للنادي الكتالوني، والآن، تتوَّج هذه المواقف بقضية انتقال نيكو ويليامز، المصحوبة ببيان مؤسسي يؤكّد نظريتي: نادي أتلتيك يتصرف كأنه فريق صغير.

كل هذه الضجة حول صفقة قانونية تمامًا يُدفَع فيها الشرط الجزائي المُتفق عليه من كلا الطرفين، لا تسيء إلا لصورة النادي الباسكي، بل وتُخلف شعورًا سيئًا في العلاقة مع أحد أبرز لاعبيه، نيكو ويليامز كان بوسعه ألا يُجدد عقده ويغادر مجانًا — مع حصوله على مكافأة توقيع ضخمة — لكنه، في لفتة وفاء تجاه ناديه الأم جدّد عقده بشرط جزائي معقول للمُهتمين وسخيّ لأتلتيك، كان اتفاقًا مُتفاهمًا عليه بين اللاعب والنادي لكن بما أن برشلونة هو من اختاره تعود الحساسية والضغينة.

لم يتصرف أتلتيك يومًا بشكل جيد تجاه برشلونة. أبدًا، ولهذا بعد ما حدث في الأسابيع الأخيرة وما جرى في المباراة الأخيرة بالدوري أرحب بكشف ذلك الحقد الدفين وأُشيد بموقف الإدارة كما فعل ماسيب، عندما ندد بذلك التعامل غير العادل وتلك العقلية التي تليق بفرق صغيرة.

سيكون من الجيد ألا ننسى ذلك في المستقبل!