هاي كورة – ( توماس رونسيرو – الآس ) مقال صحفي

” في بلد يُعد قارة بحد ذاته، حيث تحظى رياضات مثل كرة القدم الأمريكية وكرة السلة والبيسبول بشعبية طاغية، يفرض ريال مدريد نفسه كظاهرة اجتماعية فريدة من نوعها، تتجاوز حدود اللعبة إلى عالم من الولاء والانتماء العميق.

كرة القدم في أمريكا باتت تحظى بانتشار متزايد، بفضل الجاليات اللاتينية وحملات الترويج، لكن ما يلفت الانتباه حقًا هو هذا الولاء الجارف للريال.

التقارير تؤكد أن 80% من مشجعي كرة القدم المعترف بهم في الولايات المتحدة يشجعون ريال مدريد، في حين لا يظهر منافسوه إلا بنسب ضئيلة، سواء باريس سان جيرمان أو مانشستر سيتي أو تشيلسي أو بايرن ميونخ، حتى الفرق اللاتينية الكبيرة مثل ريفر بليت وبوكا جونيورز لا تحشد الجماهير نفسها إلا في حدود مشجعيها المهاجرين، أما الريال، فظاهرة محلية في المجتمع الأمريكي.

مباريات ريال مدريد في كأس العالم للأندية تحولت إلى عروض جماهيرية بيضاء، أمام الهلال في ميامي، حضر أكثر من 62 ألف مشجع، ضد باتشوكا في شارلوت تجاوز العدد 70 ألفًا، وفي فيلادلفيا أمام سالزبورغ، بلغ الحضور أكثر من 64 ألفًا، المدهش أن الغالبية الساحقة من هؤلاء الجماهير هم من سكان الولايات المتحدة، وليسوا مشجعين قدموا من إسبانيا.

السبب وراء هذا الولاء ليس عاطفيًا فقط، بل مدعوم بالإنجازات، فمنذ عام 2014، فاز ريال مدريد بستة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، في وقت تعثر فيه عمالقة أوروبا الآخرون،هذا النجاح الثابت رسّخ مكانته لدى جمهور كرة القدم الجديد، الذي يبحث غالبًا عن فريق يرتبط بالفوز.

تشابي ألونسو أضفى بعدًا جديدًا للمشروع من خلال أسلوب لعبه الجذاب والتكتيكي، الذي يوازن بين الصلابة الدفاعية واللمسة الفنية، فينيسيوس أعاد إشعال الحماس بهدفه الساحر ضد الهلال، الجماهير تفاعلت مع لمحات بيلينغهام ، ورأت في هويسين وترينت وغارسيا أسماء تصنع مستقبلًا مشرقًا، أردا غولر بأناقته، وغونزالو غارسيا بهدفه المستوحى من راؤول في يوم عيد ميلاد القائد الأسطوري، قدّم لحظة خالدة.

في قلب فيلادلفيا، وفي مدرجات امتلأت بالأبيض، أكدت أمريكا أن ريال مدريد لم يأتِ فقط ليلعب مباريات ودية أو تسويقية، بل جاء ليحتل مكانة عاطفية وثقافية في وجدان الجماهير.”