نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جوارديولا.. العقل الذي لا يهزم, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 05:17 مساءً
«عندما تهب العاصفة انحني لها».. على صدى هذا المثل الشهير انحنى الإسباني بيب جوارديولا، مدرب فريق مانشستر سيتي الإنجليزي الأول لكرة القدم، للعاصفة التي هبت رياحها على فريقه، وهي تلمح له وتخبره بأن زمن التغيير قد حان، فتمايل معها، وانحنى، ولم يقاوم.
مع مطلع الموسم الماضي، لم يكن جوارديولا المعهود، الذي يتشوق عشاق «الستيزن» لرؤية معزوفته التكتيكية، التي يعزفها قائد سيمفونية يبهر الأنصار، ويصفق له الخصوم، كل ذلك لم يحضر، شيٌ ما تغيّر، العقل مشتّت، الأداء غير متّزن، والنتائج باهتة..
وحمل موسم 2024ـ2025 في سجلاته أثقل خسارة تهز سيتي على أرضه في ملعب «الاتحاد» خلال حقبة تولي جوارديولا دفة القيادة الفنية عندما مني برباعية نظيفة أمام توتنام هوتسبير في 23 نوفمبر 2024.
خلف الكواليس، كانت العاصفة تهبّ عليه من الداخل.. حياته الخاصة اهتزّت، وزوجته ابتعدت عنه مؤقتًا بعد رحلة طويلة من الصمت العاطفي. كان قلب بيب خارج الملعب، وعقله مُثقل بأمور لا تُرى على شاشة المباراة، فحتى أكثر العقول دقة، قد ترتبك حين يتصدّع أساسها.
تأثر الفريق.. غابت الانتصارات.. وتكاثرت الانتقادات.
الكل شكك: هل انتهى عصر بيب؟ لكنه لم يختف، كان يعيد التشكيل في كل مرة لكن الحال لم تتغير، تلقى سيتي 13 خسارة في جميع المسابقات، الموسم الماضي، وهو أعلى عدد خسارات سجله أي فريق تحت قيادة جوارديولا خلال موسم واحد.
ظن الجميع أن الصفحة الأخيرة قد كُتبت، وانقضت أيام العبقري الكاتالوني، وبات في طريقه إلى الهاوية، ويغادر القلعة السماوية من الباب الصغير، منكّس الرأس وهو الذي لم يعرف خروجًا طوال مسيرته سوى من أكبر الأبواب مرفوع الهامة.
لم يمض الكثير حتى عاد الرجل، الذي يحوّل الفوضى إلى لوحة، والخذلان إلى شعلة. عاد بيب بروح من نار، بتكتيك من عالم آخر، والنتيجة انتفاضة، الأسلوب أكثر نضجًا وجرأة، العقل كما هو عبقري، وإن مرّ بعاصفة.
في مونديال الأندية عاد بيب وفرقته لعزف رباعيات وخماسيات، اتخموا بها شباك الخصوم، وكأن قائد الأوركسترا المانشستراوية يعيد ترتيب خرائطه الداخلية، ليصنع كرة قدم لا تُلعب، بل تُدرَس.
0 تعليق