نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
برشلونة بين فُرص ضائعة وتكلفة مُرتفعة: إعادة تمويل تكشف هشاشة الثقة في المشروع, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 07:08 مساءً

“تحليل اقتصادي لخطوة برشلونة بإعادة تمويل مشروع “إسباي بارسا”
هاي كورة: أعلن نادي برشلونة مؤخرًا عن إعادة تمويل بقيمة 424 مليون يورو بنسبة فائدة ثابتة بلغت 5.19%.
هذه الخطوة، رغم كونها ضرورية لاستكمال مشروع “إسباي بارسا” الطموح، تعكس في الوقت ذاته مدى التحديات التي يواجهها النادي في الأسواق المالية، حيث فرضت عليه تكاليف تمويلية تفوق ما يُفترض بتصنيفه الائتماني الرسمي.
الفرصة الضائعة
في 20 يونيو 2024، أشار الخبيران الاقتصاديان مارك سيريا وإيفان كابياثا إلى أن السوق آنذاك وفّر فرصة ذهبية لإعادة التمويل بشروط أفضل، بفائدة ثابتة تقارب 3.5%، في ظل بيئة أكثر ملاءمة على صعيد منحنى أسعار الفائدة.
عدد من الشركات المماثلة في التصنيف الائتماني، مثل Orange وENEL، اقتنصت تلك اللحظة واستفادت من تمويل أقل تكلفة بكثير مقارنة ببرشلونة.
اليوم، يجد النادي نفسه مضطرًا لقبول فائدة أعلى بكثير (5.19%) رغم تصنيفه “BBB” من وكالة DBRS، وهو ما يشير إلى أن الأسواق تنظر إليه كما لو كان يحمل تصنيفًا أقل (BB+)، أي في نطاق الديون ذات المخاطر العالية.
ما وراء الأرقام
التصنيف الائتماني هو أشبه بدرجة ثقة تعكس قدرة الجهة المقترِضة على سداد ديونها، وتمنحه وكالات مثل Moody’s وFitch وStandard & Poor’s. تصنيفات مثل “AAA” تعني أقصى درجات الأمان، بينما تشير “BB” وما دون إلى مخاطر مرتفعة، و”D” تعني العجز عن السداد.
رغم تصنيفه الجيد نسبيًا، يتعامل السوق مع برشلونة بقدر أعلى من التحفظ، ما انعكس مباشرة على كلفة الاقتراض.
ففي حين دفعت Orange وENEL فوائد بين 3.5% و4.32%، وجد برشلونة نفسه مضطرًا للموافقة على 5.19%.
التكلفة الباهظة
هذا الفارق في الفائدة ليس تفصيلاً ثانويًا؛ فخلال فترة التمويل الممتدة إلى 25 عامًا، سيدفع برشلونة ما بين 61 إلى 179 مليون يورو إضافية كفوائد مقارنة بما كان ممكنًا في يونيو 2024.
تشير التقديرات إلى أن إجمالي الفوائد المتوقعة يصل الآن إلى 342 مليون يورو، في حين كان يمكن أن ينخفض إلى 184.7 مليون يورو فقط لو تم التمويل بنسبة 3%.
بالتالي، يمكن القول إن اختيار التوقيت والصيغة المالية الحالية كلف النادي ما يقارب 157.7 مليون يورو إضافية بدون مبرر اقتصادي حقيقي، سوى سوء التخطيط وضعف التفاوض.
تضارب مصالح يثير القلق
العملية شابها أيضًا تضارب محتمل في المصالح، إذ أن بنك Goldman Sachs تولّى دورًا مزدوجًا: كممول رئيسي من جهة، وكممثل لمجموعة الدائنين من جهة أخرى.
مثل هذا الدور المزدوج يضع علامات استفهام حول الشفافية وتوازن المصالح، خاصة في مشاريع ضخمة ومعقدة مثل “إسباي بارسا”.هل التمويل حل فعلي أم مسكن مؤقت؟
ورغم أن عملية إعادة التمويل تضمن استمرار تنفيذ المشروع، إلا أنها تكشف في الوقت ذاته عن مشكلات بنيوية أعمق تتعلق بثقة السوق في قدرة النادي على الوفاء بالتزاماته، وهي ثقة يبدو أنها تتآكل تدريجيًا.
ماذا كان يمكن فعله؟
كان بإمكان إدارة النادي تحسين شروط التمويل عبر:
• تنويع مصادر الاقتراض.
• تقديم ضمانات أكثر مرونة.
• الاستفادة من نماذج تمويل مبتكرة تستخدم عادة في مشاريع البنية التحتية.
لكن، للأسف، يبدو أن النادي اختار التوقيت الأسوأ والصيغة الأقل فعالية، مما أدى إلى خسائر مالية طويلة الأمد.
0 تعليق