نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سيلفا.. السل هدده بالاعتزال.. ونصيحة الأم أعادته, اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 05:15 مساءً
من قلب أزقّة ريو دي جانيرو، نشأ تياجو سيلفا على شغف الكرة وأحلام المجد، تمامًا كملايين من أطفال البرازيل، وفي لحظة انزلق حلمه نحو حافة الضياع، حين زحف مرض السلّ إلى جسده اليافع، ولم يكن أمامه سوى أمٍ دفعت عنه شبح الانكسار، ليمضي بثبات نحو القمة، ويُسطّر اسمه بين أبرز مدافعي جيله.
رحلة طويلة للمدافع الأربعيني بدأها مبكرًا داخل أكاديمية الناشئين في نادي فلومينينسي عام 1998، ثمًّ تنقَّل بين أكثر من فريق، في البرازيل وخارجها، حتى عاد إلى بيته الأول، لترك بصمة أخيرة بقميصه قبل الاعتزال، يتمنى تزيينها بتحقيق إنجاز في بطولة كأس العالم للأندية، التي تجمع فريقه بالهلال، الجمعة، ضمن منافسات دور الثمانية.
بداية سيلفا كانت داخل مدرسة كروية في حي كامبو جراندي، تتبع لنادي فلومينينسي، حيث تكوّن كرويًا وتعلم أساسيات اللعبة. ومع فريق تلك المدرسة، خاض وهو ابن الرابعة عشرة، مباراة تجريبية، في زيريم، إحدى مناطق ريو، أثار فيها إعجاب ماورينيو، مدرب فلومينينسي، فاستدعاه للاختبار.
خضع الصبي لفترة اختبار قصيرة، واستطاع اجتيازها والتحق بأكاديمية فلومينينسي. اختاروا له مركز لاعب الوسط الدفاعي، وليس الخط الخلفي. وعلى الرغم من محاولته التأقلم مع مركزه، مُنِحت له فرص قليلة، فقرر حزم حقائبه عام 2000 بحثًا عن مكان آخر ينال معه مساحة أكبر.
وبعد رحيله، قادته ساقاه إلى أكاديمية أخرى، تحمل اسم برشلونة، وهي مدرسة محلية للناشئين غير مرتبطة بالنادي الإسباني الشهير، أمضى فيها عامًا واحدًا ثم ارتحل إلى فريق بيدرابرانكا الذي بدأ معه مسيرته الاحترافية على مستوى الفريق الأول.
واكتفى اللاعب الشاب بعام واحد أيضًا، ثم شدَّ الرحال إلى جوفنتودي، وما إن انقضت بضعة أشهر إلا وغادر بلاده متوجهًا صوب أوروبا، للالتحاق بصفوف الفريق الرديف لنادي بورتو البرتغالي، الذي اشترى عقده مقابل نحو 2.5 مليون يورو.
وعلى مدى موسم كامل، عجز سيلفا عن الترقّي إلى فريق بورتو الأول، فلم يهدر وقته، وذهب إلى روسيا عبر بوّابة دينامو موسكو، وهناك عاش أصعب فترة في مسيرته الكروية وربما حياته، عندما شُخِّص بمرض السل واحتجز داخل المستشفى لستة أشهر.
وعن تلك الفترة، يقول سيلفا: «كان الطبيب يأتي إليّ بين الحين والآخر ويحقنني بإبرة، ثلاث أو أربع مرات يوميًا، إضافة إلى إعطائي 10-15 حبة دواء». حينذاك فكّر جديًا في اعتزال كرة القدم نهائيًا، إلا أن والدته أقنعته بالاستمرار والعودة إلى البرازيل من أجل إحياء مسيرته.
وفور تعافيه من مرضه، قرر مسؤولو نادي فلومينينسي استعادته معارًا من دينامو موسكو عام 2006، بتوصية من مدربه السابق إيفور فورتمان، ليستردّ مستواه ويصبح أحد أفضل مدافعي الدوري البرازيلي، ووقتها أطلقت عليه وسائل الإعلام والجماهير لقب «الوحش».
ونظير ما قدّمه، حوّل النادي إعارته إلى انتقال كامل، ليواصل الرحلة برفقة «التريكولور»، ويفوز معه بكأس البرازيل عام 2007. وفي خضمّ هذا التدرُّج التقطه مسؤولو ميلان الإيطالي وسارعوا بالتوقيع معه رسميًا مطلع 2009، مقابل نحو 10 ملايين يورو، وخصّصوا له راتبًا يقدر بـ 2.5 مليون يورو سنويًا.
وبقميص ميلان، أصبح سيلفا أحد أفضل مدافعي الدوري الايطالي والعالم خلال أعوام قصيرة، وكان من ركائز الفريق المتوِّج بلقبي الدوري «Serie A» والسوبر 2011، وأصبح مطلوبًا من معظم فرق أوروبا الكبيرة، وعلى رأسها برشلونة الذي حاول استقطابه أكثر من مرة بين عامي 2010 و2012.
وفي 2012، انتقل البرازيلي من ميلان إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، مقابل نحو 42 مليون يورو، مُسجلًا أغلى صفقة انتقال لمدافع في تاريخ كرة القدم آنذاك.
وحقق المدافع 23 لقبًا محليًا مع سان جيرمان، بين عامي 2012 و2020، من بينها بطولة الدوري الفرنسي 7 مرات، كما وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2020، الذي خسره فريقه بهدف أمام بايرن ميونخ الألماني.
ومع نهاية عقده، خطف تشيلسي الإنجليزي توقيعه، رغم اقترابه من حاجز الـ 36 عامًا، واستمرّ في صفوف الفريق 4 مواسم، حقق خلالها 4 بطولات، أهمها دوري أبطال أوروبا 2021، وكذلك السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية في العام ذاته.
وعلى الصعيد الدولي، لعب سيلفا 113 مباراة دولية خلال الفترة من 2008 وحتى 2022، وحقق مع «سيلساو» كوبا أمريكا 2019، وكأس القارات 2013.
وعندما توقَّع الجميع اعتزال البرازيلي بعد نهاية مسيرته مع تشيلسي، فاجأهم بإعلان عودته إلى صفوف فلومينينسي، النادي الذي بدأ معه مسيرته في الناشئين، وشهد إحياء مسيرته بعد تعافيه من مرض السل، وآمن بموهبته وأعطاه أكثر من فرصة، باحثًا عن رد الجميل.
0 تعليق