هاي كورة (بقلم الاسم ألفريدو ريلانيو – As)

ما رأيته في مباراة ريال مدريد الأخيرة لم يكن مجرد فوز رياضي، بل إعلان جديد عن هوية متجددة للفريق الملكي… هوية يقودها جيل جديد بشغف وثقة.

فلنبدأ من النهاية: نصف نهائي كأس العالم أصبح واضحًا، فلومينينسي ضد تشيلسي، وباريس سان جيرمان ضد ريال مدريد.

مباراتان من العيار الثقيل، لا سيما لقاء الأربعاء المنتظر (الساعة 21:00)، حيث تتلاقى أسماء ثقيلة على مستوى القارة العجوز.

كانت مباراة مدريد أمام دورتموند غريبة، لكنها صادقة، الشوط الأول؟ قمة في الجمال.

هدفان نظيفان، ضغط عالٍ، استرجاع سريع للكرة، وإبداع جماعي وفردي، ولكن الأهم؟ لم يكن مبابي في التشكيلة الأساسية، بل كان غونزالو غارسيا، ومعه فران غارسيا، من أضاءا هذا الشوط.

نعم، “آل غارسيا” قادوا الثورة البيضاء، لعبا بشجاعة وثقة، وسجلا، وصنعا الفارق.

خطة تشابي ألونسو؟ رباعي دفاعي، تشواميني أكثر انضباطًا من العادة، وغولر الذي أعاد لنا كرة القدم بالفرجار والبوصلة، هذا الفريق راقٍ، يُمتع، ويُقنع.

لكن كما هي عادة الكرة، الشوط الثاني حمل التعب والحرارة والتبديلات.

الأمور كانت تمضي نحو نهاية هادئة، حتى جاء إعصار الدقائق الخمس: تقليص الفارق بعد خطأ روديغر، ثم هدف ثالث من مبابي بمقصية مذهلة بعد تمريرة ذهبية من غولر، ثم ركلة جزاء قاتلة تسبب بها هويسن وطُرد بسببها، وأخيرًا تسديدة سابيتسر القاتلة… التي تصدى لها كورتوا بطريقة لا يصدقها عقل.

كورتوا؟ كعادته، لا يمر يوم إلا ويمنح مدريد حياة جديدة.

ريال مدريد بلغ نصف النهائي، لكن القصة الأجمل كانت في الوجوه الجديدة… وفي تمرد آل غارسيا الجميل.