في خطوة استباقية غير مسبوقة، فرضت السلطات المغربية طوقًا أمنيًا مشددًا على محيط مدينة الفنيدق ومنطقة بليونش المتاخمة لسبتة المحتلة، خلال ليلة عيد الفطر، ما أسفر عن إحباط محاولات تسلل المهاجرين غير النظاميين المنحدرين من دول جنوب الصحراء.

وحسب معطيات دقيقة توصلت بها "أخبارنا"، فقد عززت المصالح الأمنية من تواجدها عبر نشر وحدات إضافية على طول الساحل، مع تكثيف نقاط التفتيش والدوريات الأمنية، إضافة إلى استخدام تقنيات متطورة مثل الكاميرات الحرارية والطائرات المسيّرة، ما جعل عبور الحدود شبه مستحيل هذه السنة.

شهادات ميدانية أكدت أن المهاجرين غير النظاميين حاولوا استغلال المناسبة الدينية لتنفيذ عمليات تسلل جماعية، كما جرت العادة في الأعياد الماضية، غير أنهم اصطدموا بحضور أمني مكثف شلّ حركتهم تمامًا، حتى في المسالك الجبلية الوعرة.

مصدر أمني أكد لـ"أخبارنا" أن الإجراءات الصارمة المتخذة هذه السنة شكلت ضربة قوية لمحاولات الهجرة غير النظامية، حيث تم إفشال عدة محاولات تسلل، فيما تخلى عدد من المرشحين للهجرة عن الفكرة بعدما وجدوا أنفسهم أمام جدار أمني منيع.

وتأتي هذه التدابير في سياق المقاربة الشاملة التي تنتهجها المملكة المغربية لمكافحة الهجرة غير النظامية، عبر الجمع بين الحزم الأمني واحترام حقوق الإنسان، مما يعزز الأمن الحدودي ويكرّس الاستقرار بالمنطقة.