نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تنازل وارتباك.. مصادر فرنسية تسرب مضمون المكالمة الهاتفية التي جمعت بين ماكرون وتبون, اليوم الثلاثاء 1 أبريل 2025 12:25 مساءً
في تطور جديد يعكس عبثية القرارات العدائية التي تتخذها الجزائر اتجاه العديد من الدول ومن بينها فرنسا، كشفت مصادر فرنسية مساء يوم أمس عن تفاصيل المكالمة الهاتفية التي جمعت الرئيس الجزائري المعين من طرف العسكر عبد المجيد تبون بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث قالت إن تبون قدم سلسلة من التنازلات في محاولة لاحتواء تداعيات المواقف الفرنسية الأخيرة، لا سيما ما يتعلق باعتراف باريس بسيادة المغرب على صحرائه.
وأكدت المصادر ذاتها أن تبون تعهد لماكرون بعدم إثارة موضوع اعتراف فرنسا بالسيادة المغربية على الصحراء داخل الأوساط الرسمية الجزائرية، وهو ما يفسر التباين الواضح بين خطاب الخارجية الجزائرية الذي تبنى موقفا تصعيديا، وبين موقف الرئيس الجزائري الذي بدا أكثر ليونة، كما شددت المصادر الفرنسية على أن تبون نفى علمه المسبق بالبيانات التي أصدرتها الخارجية الجزائرية عقب إعلان فرنسا عن موقفها، في مشهد يعكس غياب التنسيق داخل دواليب السلطة الجزائرية.
وفي سياق متصل، تضيف التسريبات أن تبون ألح بشكل لافت على ماكرون من أجل سحب اللائحة التي منعت 800 مسؤول جزائري من دخول الأراضي الفرنسية، وهو القرار الذي شكل صفعة قوية لنظامه، حيث يضم مسؤولين رفيعي المستوى ممن يرتبطون بمصالح اقتصادية وسياسية وثيقة بفرنسا، حيث وحسب المصادر ذاتها، فإن الرئيس الفرنسي لم يقدم ردا قاطعا على هذا الطلب، ما يعكس رغبة باريس في الإبقاء على هذا الملف كورقة ضغط إضافية في تعاملها مع الجزائر.
كما شهدت المكالمة لحظة توتر واضحة عندما طرح ماكرون ملف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، الذي أثار جدلا واسعا في الجزائر بسبب مواقفه المعارضة للنظام، مشيرة إلى أن تبون بدا مضطربا عند التطرق إلى هذا الموضوع، دون أن تتضح الأسباب الحقيقية وراء ذلك، خاصة وأن فرنسا لم تحصل على أي صور أو مقاطع فيديو تؤكد حضور صنصال لجلسات محاكمته، وهو ما يثير التساؤلات حول الخلفيات الحقيقية لهذا الملف.
وتكشف هذه التسريبات التي تأتي في ظرفية حساسة بالنسبة للنظام الجزائري، بوضوح حجم الحرج الذي يعيشه تبون في تعامله مع الملفات الدبلوماسية الشائكة، حيث يجد نفسه في موقع المتلقي للضغوط بدل أن يكون صانع القرار، حيث وبينما تحاول الجزائر الحفاظ على خطاب المواجهة مع باريس في العلن، يبدو أن الكواليس تحمل صورة مغايرة، لتتكرر مع ذلك سيناريوهات التنازل والارتباك أمام الضغوط الخارجية، وهو ما قد يزيد من تعقيد المشهد الداخلي الجزائري في الفترة المقبلة.
0 تعليق