نفذ الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، غارة جوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، أسفرت عن مقتل حسن علي بدير، الذي قالت إسرائيل إنه عنصر في "حزب الله" و"فيلق القدس" الإيراني، متهم بقيادة خلية تابعة لحماس كانت تخطط لهجوم "وشيك" ضد مدنيين إسرائيليين.

وأوضح بيان مشترك للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" أن بدير ساعد عناصر من حركة "حماس" في التخطيط لعملية داخل إسرائيل، مشيراً إلى أن "التهديد المباشر" الذي شكله دفع إلى تنفيذ الغارة لتصفيته. ولم يكشف البيان هوية القتيل صراحة، إلا أن مصادر من "حزب الله" أكدت لوكالة الصحافة الفرنسية أن الغارة استهدفت حسن بدير، الذي وُصف بأنه معاون مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب، وشقيق مسؤول الإعلام الحربي فيه، وكان برفقة عائلته لحظة الغارة.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الضربة الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم بدير، وإصابة سبعة آخرين بجروح، بعدما استهدفت مبنى سكنياً في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وتوالت ردود الفعل اللبنانية المنددة، حيث وصف رئيس الجمهورية جوزاف عون الغارة بأنها "إنذار خطير حول النيات المبيتة ضد لبنان"، مضيفاً أن "التمادي الإسرائيلي في عدوانيته يتطلب تحركاً دولياً واسعاً دعماً لسيادة لبنان". من جهته، دان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الهجوم، واعتبره "خرقاً واضحاً لوقف الأعمال العدائية وانتهاكاً صارخاً للقرار الأممي 1701"، الذي أنهى حرب 2006 بين "حزب الله" وإسرائيل.

أما النائب عن "حزب الله" إبراهيم الموسوي، فاعتبر أن ما حدث "عدوان كبير جداً"، مطالباً الدولة اللبنانية بالتحرك الفوري وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية حماية أمن اللبنانيين.

وتأتي هذه الغارة، وهي الثانية منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، بعد تحذيرات أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخراً من أن "الجيش الإسرائيلي سيضرب في كل مكان في لبنان ضد أي تهديد". وتؤكد هذه التطورات تصاعد التوتر في المنطقة واحتمال انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع، وسط دعوات لبنانية لردّ دولي حازم على ما وصف بـ"الاعتداء السافر".