محمد بنوي

لاشك أن العالم النفساني سيغموند فريد،يعتبر افضل من أجاب عن ذلك السؤال المطروح في العنوان اعلاه .يقول مؤسس اللاشعور :

"المشاعر المكتومة لا تموت ابدا،انها مدفونة وهي على قيد الحياة وستظهر لاحقا بطرق بشعة "

فماذا يعني هذا القول لصاحب نظرية التحليل النفسي؟ وماهي طبيعة ومظاهر السلوك البشري ؟

1- المظهر السلبي : 

ان اي شخص لابد من خلال مراحل مختلفة من حياته ان يشعر بأشياء ولكن لا يستجيب لها ولا يستطيع أن ينتصر عليها جميعها ،فقد يشعر بالاذى،أو بالحرمان أو بالظلم والاحتقار ،قد لا يلبي غريزة أو رغبة أو حاجة بيولوجية أو اجتماعية أو ثقافية .ولكن كل هذه المكبوتات لا تموت- في نظر فريد.- بل تبقى "مدفونة " حية يحتفظ بها في العقل الباطني لذاك الشخص. واذا ما كتب لهذا الكائن الواعي واللاواعي في نفس الوقت- أن يستمر في الحياة ،فإن هذه المشاعر التي طالها القمع والمنع والتأجيل بسبب عدة موانع ستظل حية ولن تنسى وستبقى تتحين الفرص وقد تظهر في اي لحظة، مهما طال الزمن لدى نفس الشخص ولكن ليس بطريقة طبيعية وعقلانية وإنما" بطرق بشعة" وخطيرة جدا .فإن لم تكن عنيفة و"وحشية "فقد تكون على شكل سلوكات انتقامية من الذات ومن الآخرين  

ماهي نتيجة ذلك ؟ حسب درجة ردة الفعل من ذلك الشخص الجريح الذي احتفظ بما لحق به في لحظات مختلفة من حياته في" تلاجة" اللاشعور.

2- المظهر الإيجابي : 

 وبالمقابل كلما نال الإنسان ما يكفي من التربية والتوجيه منذ طفولته المبكرة واستفاذ من تعليم جيدومن تنشئة اجتماعية متوازنة ،مما يزيد من وعيه ويعمق من معرفته بذاته وبالاخرين وبالعالم المحيط به، كلما تحكم في هذه المكتومات والمكبوتات واقتنع ذلك الشخص' بحكم جهازه النفسي المتوازن و تنشئته الاجتماعية السليمة،بأنه سيتعرض- في طفولته او في شبابه اوفي كهولته وحتى في شيخوخته- لكل الاشياء المتناقضة -وهذا من طبيعة الحياة البشرية -للافراح وللاحزان للرضى والقبول وللرفض والاقصاء ،للانصاف وللاستغلال وسيعرف من خلال ما اكتسبه من مناعة فكرية كيف يدافع عن شحصه وعن حق من حقوقه بطرق معقولة ومقبولة اجتماعيا واخلاقيا وقانونيا .

خلاصة :

ان التربية الأسرية والمدرسية الجيدة والتنشئة الاجتماعية السليمة ضرورية في تكوين شخصية متوازنة منسجمة مع ذاتها ومندمجة في المجتمع ومتشبعة بالقيم الرفيعة التي تعبر عن إنسانية الانسان وتبعد عنه كل السلوكات الغريبة عن هذا الكائن العاقل، الواعي .