نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العباسي يحذر: الإعلام المغربي غائب عن الساحة الإسبانية و"البوليساريو" تملأ الفراغ بأكاذيبها (فيديو), اليوم الخميس 17 أبريل 2025 01:44 مساءً
في سياق السعي لتعزيز التقارب المغربي الإسباني وتجاوز الحواجز الإعلامية واللغوية بين ضفتي المتوسط، سلطت ندوة علمية نظمتها كلية أصول الدين بتطوان، الضوء على أدوار الإعلام والتواصل في بناء جسور الفهم المتبادل بين البلدين.
اللقاء عرف مشاركة عدد من الفاعلين الإعلاميين والأكاديميين، أبرزهم مصطفى العباسي، الذي تحدث بصراحة عن محدودية تأثير الإعلام المغربي خارج الحدود، وغياب منابر قوية ناطقة بالإسبانية قادرة على مخاطبة الرأي العام الإسباني بفعالية.
وفي هذا السياق، أكد مصطفى العباسي، عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، ورئيس فرعها الجهوي بتطوان، أن الإعلام المغربي يعيش عزلة خارجية تجعله غير قادر على اختراق الحدود، مسجلاً ضعف تأثيره على المستوى الدولي، لاسيما في الجارة الشمالية إسبانيا.
وأشار العباسي، الذي كان يتحدث خلال ندوة احتضنتها كلية أصول الدين بتطوان حول موضوع "التواصل والإعلام وأدوارهما في التقارب بين المغرب وإسبانيا"، إلى أن هذا الضعف يتحمل مسؤوليته المركز، مستدركًا بالقول: "لكننا بدورنا في الشمال نتحمل جزءًا من المسؤولية".
وأضاف المتحدث: "للأسف، إعلامنا يتوقف عند حدود طنجة، لا نتوفر على إعلام موجه نحو الخارج، وحتى المنابر الناطقة بالإسبانية تكاد تكون منعدمة، باستثناء محاولات محدودة لا ترقى إلى التأثير الحقيقي"، مشيرًا إلى أن المغرب لا يملك سوى منبرين إعلاميين فقط ناطقين بالإسبانية، ما يصعب مهمة مخاطبة الرأي العام الإسباني بلغته.
وتحدث العباسي عما سماه "إعلام الفيزا"، أي الإعلام القادر على تجاوز الحدود الجغرافية واللغوية، والتواصل مع الجوار الأوروبي والعالم الغربي، مبرزًا في المقابل أن جبهة "البوليساريو" الانفصالية تتوفر على ترسانة إعلامية ناطقة بالإسبانية تنشط دون توقف، وتبث المغالطات بشكل مستمر.
واستعرض الأستاذ بالمعهد العالي للصحافة والتدبير بطنجة تجربة مؤتمر "صحفيو الضفتين"، الذي يُنظَّم بالتناوب بين المغرب وإسبانيا منذ أربعين سنة، واصفًا إياه بكونه جسرًا حقيقيًا بين الصحفيين المغاربة ونظرائهم الإسبان، خصوصًا في الأندلس.
وأكد أن المؤتمر لعب دورًا كبيرًا في تصحيح الصور النمطية التي يحملها الإعلام الإسباني عن المغرب، قائلًا: "في بدايات المؤتمر صُدمنا من حجم الجهل والصور المشوهة التي يحملها الصحفيون الإسبان عن المغرب، لكننا أصررنا على استقطاب حتى أكثرهم عداء لبلدنا، لإطلاعهم على الواقع عن قرب".
وتوقف المتحدث عند محطات مفصلية واجه فيها الصحفيون المغاربة صعوبات في التواصل، من قبيل قضيتي "إكديم إزيك" و"أمينتو حيدر"، مبرزًا أن الإعلام الإسباني تعامل معهما بمغالطات كثيرة، قبل أن يتمكن الصحفيون المغاربة من إقناع رئيسة فيدرالية الصحفيين الإسبان بإدانة هذه التغطيات المنحازة.
ولفت إلى أن الإعلام لعب، في المقابل، دورًا مهمًا في تهدئة الأجواء خلال فترات التوتر بين البلدين، مشيرًا إلى أن بعض وسائل الإعلام الإسبانية خففت من عدائيتها تجاه المغرب، خاصة بعد الإعلان عن التنظيم المشترك لكأس العالم 2030.
وأضاف العباسي أن مؤتمر "صحفيو الضفتين" يشتغل حاليًا على إعداد تكوينات وملتقيات لتأهيل الصحفيين المغاربة والإسبان بهدف إنجاح محطة مونديال 2030، وتعزيز التقارب بين الجانبين.
من جهته، شدد عبد العزيز رحموني، عميد كلية أصول الدين، على أن التقارب المغربي الإسباني ليس فقط مسألة سياسية، بل يمتد إلى الجوانب الثقافية والدينية، مشيرًا إلى أن الكلية تدرّس اللغة الإسبانية وتسعى لتعزيز الحوار الحضاري والديني بين الجانبين، خاصة بحكم موقعها الجغرافي في شمال المملكة.
وأكد الرحموني أن الإعلام بإمكانه أن يكون أداة فعالة لتقريب الشعوب وتصحيح الصور النمطية، داعيًا إلى ترسيخ ثقافة الحوار والتسامح ومحاربة التطرف، من خلال التركيز على ما يجمع بين البلدين تاريخيًا وثقافيًا.
أما حنان المجدوبي، منسقة شعبة اللغات والثقافة والتواصل بالكلية، فأبرزت أن الإعلام حين يتحلى بالمسؤولية يتحول إلى جسر للتقارب لا إلى وسيلة لتأجيج الخلافات، داعية إلى الانفتاح على الدبلوماسية الثقافية والعلمية كبدائل موازية للدبلوماسية الرسمية.
وفي ختام هذا اللقاء المتميز، أجمع المتدخلون على أن تعزيز الحضور الإعلامي المغربي خارجيًا، وخاصة في الفضاء الإسباني، يمر عبر دعم منابر مهنية ناطقة بلغتهم، وتشجيع المبادرات المشتركة التي تعزز الحوار وتصحح الصور النمطية، بما يخدم مصالح البلدين ويقوي جسور التقارب والتفاهم بين شعبيهما.
0 تعليق