شهد ملعب ميستايا في فالنسيا أمسية كروية مثيرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث تمكن ريال مدريد من تحقيق انتصار صعب وغالٍ على مضيفه فالنسيا بنتيجة 2-1، في مباراة مؤجلة من الجولة الثانية عشرة من الدوري الإسباني، والتي كانت قد تأجلت في أكتوبر الماضي بسبب إعصار دانا.

شهدت المباراة أحداثًا درامية وتقلبات مثيرة، حيث لعب ريال مدريد بعشرة لاعبين بعد طرد نجمه فينيسيوس جونيور، لكنه تمكن في النهاية من خطف الفوز في الوقت القاتل.

بدأت المباراة بسيطرة حذرة من كلا الفريقين، حيث حاول كل منهما فرض أسلوب لعبه على الآخر، لكن فالنسيا نجح في خطف هدف التقدم في الدقيقة 27 عن طريق لاعبه دورو، الذي استغل خطأ دفاعيًا ليُسكن الكرة في شباك الحارس، ليُشعل حماس الجماهير الحاضرة في الملعب، وانتهى الشوط الأول بتقدم فالنسيا بهدف دون رد، ما زاد من صعوبة المهمة على ريال مدريد.

في الشوط الثاني، دخل ريال مدريد عازمًا على تعديل النتيجة، وضغط بقوة على مرمى فالنسيا، لكن التنظيم الدفاعي الجيد لأصحاب الأرض حال دون تسجيل أي أهداف.

وزادت الأمور تعقيدًا على ريال مدريد بعد طرد لاعبه فينيسيوس جونيور في الدقيقة 79، ليُكمل الفريق المباراة بعشرة لاعبين، إلا أن ذلك لم يثنِ عزيمة لاعبي الفريق الملكي.

وفي الدقائق الأخيرة من المباراة، اشتعلت الإثارة بشكل لا يُصدق، حيث تمكن النجم المخضرم لوكا مودريتش من تسجيل هدف التعادل لريال مدريد في الدقيقة 85، بصناعة رائعة من جود بيلينجهام، الذي كان نجم المباراة بلا منازع.

ولم يكتفِ بيلينجهام بصناعة هدف التعادل، بل تمكن من تسجيل هدف الفوز القاتل في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع (90+5)، ليُهدي فريقه ثلاث نقاط ثمينة ويُجنّب الفريق هزيمة كانت وشيكة.

بهذا الفوز المثير، رفع ريال مدريد رصيده إلى 43 نقطة من 19 مباراة، ليُحلق في صدارة جدول ترتيب الدوري الإسباني، متفوقًا بفارق نقطتين عن أقرب منافسيه أتلتيكو مدريد، بينما تجمد رصيد فالنسيا عند 12 نقطة، ليظل في المركز التاسع عشر وقبل الأخير في جدول الترتيب، ما يُزيد من الضغوط على الفريق.

يُعتبر هذا الفوز بمثابة دفعة معنوية كبيرة لريال مدريد في مشواره نحو المنافسة على لقب الدوري الإسباني، حيث أظهر الفريق شخصية قوية وعزيمة لا تُلين، رغم النقص العددي، ويُؤكد هذا الفوز أن ريال مدريد قادر على التغلب على الصعاب وتحقيق الانتصارات في أصعب الظروف.

أما بالنسبة لفالنسيا، فإن هذه الخسارة تُعتبر ضربة موجعة للفريق، الذي كان قريبًا من تحقيق فوز ثمين على أحد أكبر الفرق في إسبانيا، ويجب على الفريق الآن التركيز على تصحيح الأخطاء والعمل بجدية أكبر في المباريات القادمة من أجل تحسين وضعه في جدول الترتيب.

شهدت المباراة أيضًا تألقًا لافتًا للنجم الشاب جود بيلينجهام، الذي قدم أداءً مميزًا وصنع هدفًا وسجل آخر، ليُثبت أنه أحد أهم لاعبي ريال مدريد في هذا الموسم، ويُعتبر مستقبل الفريق.