أعلن رئيس إقليم إميليا رومانيا في شمال وسط إيطاليا، ميشيل دي باسكال، عن موقف سياسي قوي وغير معتاد، بدعوة رسمية لجميع المسؤولين في الإقليم إلى إنهاء أي نوع من العلاقات المؤسسية مع إسرائيل. جاء هذا القرار احتجاجًا على ما وصفه بـ"العنف الخطير والمستمر" الذي تمارسه القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، في ظل التصعيد العسكري المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي.

دعوة لوقف العلاقات مع ممثلي الحكومة الإسرائيلية

أكد دي باسكال، المنتمي إلى الحزب الديمقراطي الإيطالي المنتمي ليسار الوسط، أن جميع المسؤولين المحليين في إقليم إميليا رومانيا يجب أن يمتنعوا عن أي تعامل أو لقاء مع ممثلي الحكومة الإسرائيلية، ما لم يكونوا واضحين في نيتهم وقف المجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة. وشدد على أن الموقف ليس موجّهًا ضد الشعب الإسرائيلي أو اليهودي، بل ضد السياسات الحالية لحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يواجه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية.

حصيلة مأساوية للطرفين وتضامن مع الضحايا

وقد أسفر الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" في السابع من أكتوبر عام 2024، عن مقتل ما يقرب من 1218 شخصًا من الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، مما أشعل شرارة الحرب الجارية في قطاع غزة. ووفقًا لتقارير وزارة الصحة في غزة، والتي تُعد موثوقة من قبل منظمة الأمم المتحدة، فقد تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 54321 شخصًا، غالبيتهم من المدنيين، نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة.

وزير الخارجية الإيطالي: كفى حربًا الآن

من جهته، صرّح وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني بأنه على إسرائيل التوقف عن الأعمال العسكرية في غزة، داعيًا إلى وقف فوري للحرب التي وصفها بالمأساوية. وقال تاجاني بوضوح: "نحن أصدقاء لإسرائيل، ولكن نقول كفى حربًا الآن، حان وقت الهدنة". وأضاف أن المدنيين في غزة يعانون من أوضاع إنسانية شديدة السوء ويجب إنهاء هذه المعاناة فورًا.

دعوات لإعادة الإعمار واحترام القانون الدولي

وأكد الوزير الإيطالي أن القانون الإنساني الدولي يجب احترامه دائمًا دون استثناء، مشيرًا إلى أن بلاده تدعم بشدة المبادرة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير السكان. كما طالب الحكومة الإسرائيلية بوقف الغارات الجوية على غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، معتبرًا أن الحلول السياسية يجب أن تحل محل التصعيد العسكري.

تجسد الخطوة التي اتخذها إقليم إميليا رومانيا الإيطالي مثالًا نادرًا على التضامن الأوروبي الرسمي مع الشعب الفلسطيني، وتبعث برسالة قوية مفادها أن السياسات العدوانية لا يمكن أن تمر دون محاسبة أو رفض دولي.