أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن ما يجري في قطاع غزة يُعد "حرب إبادة"، وأن الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية تمثل تقويضًا واضحًا للسلطة الفلسطينية، مشددًا على أن منع سلطات الاحتلال دخول الوفد الوزاري العربي إلى رام الله يعكس تطرف الحكومة الإسرائيلية.

وأضاف بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في عمّان مساء الأحد، مع نظيريه المصري والأردني، أن منع الوفد العربي من دخول الأراضي الفلسطينية "لن يزيدنا إلا عزيمة على مضاعفة الجهود الدبلوماسية في المجتمع الدولي لمواجهة عنجهية إسرائيل"، مشيرًا إلى أن الوفد بحث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة الإصلاح في السلطة الفلسطينية، إلى جانب جهود حشد دعم دولي أوسع للاعتراف بدولة فلسطين.

وتابع: "ناقشنا وقف إطلاق النار، إطلاق سراح المحتجزين، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة"، مؤكداً أنه "لا يمكن القبول بأي حل لا يشمل قيام دولة فلسطينية"، وأن "الحلول العسكرية لن تحقق الأمن لأي طرف".

عبدالعاطي: رفض إسرائيل دخول الوفد دليل على الغطرسة ورفض السلام
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، إن اجتماع اللجنة الوزارية العربية الإسلامية مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني كان "مثمرًا"، حيث تم الاستماع إلى رؤية جلالته بشأن آليات التحرك على أكثر من مسار لدعم القضية الفلسطينية، وعلى رأسها الوقف الفوري لحمامات الدم في غزة.

وأوضح عبدالعاطي أن الوفد عقد اجتماعًا افتراضيًا مع القيادة الفلسطينية، شمل الرئيس محمود عباس، ونائب الرئيس حسين الشيخ، ورئيس الوزراء محمد مصطفى، حيث ناقشوا ملفات حيوية تمس القضية الفلسطينية بشكل مباشر.

وأدان الوزير المصري رفض إسرائيل دخول الوفد إلى الضفة الغربية للقاء القيادة الفلسطينية، واصفًا القرار بأنه "يعكس الغطرسة والعجرفة، ويمثل رفضًا واضحًا لكل مساعي السلام".

الصفدي: الحكومة الإسرائيلية تقتل كل فرص السلام
بدوره، أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن رفض إسرائيل السماح بدخول وفد اللجنة الوزارية إلى الأراضي الفلسطينية يعكس "عنجهيتها وتطرفها وغطرستها"، مشددًا على أهمية دور اللجنة العربية الإسلامية في حشد موقف دولي فاعل لوقف الحرب على غزة.

وأضاف الصفدي أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أكد خلال لقائه مع الوفد أهمية التحرك الدولي لوقف العدوان، مؤكدًا أن "الحكومة الإسرائيلية مستمرة في خطواتها غير الشرعية، وتقتل كل فرص السلام".

وقال الصفدي إن الوفد العربي الإسلامي شدد خلال لقائه مع القيادة الفلسطينية على ضرورة وقف إطلاق النار فورًا، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مضيفًا: "نحن نريد السلام العادل ونعمل من أجله، وتلبية الحقوق الفلسطينية المشروعة هو الأساس الذي نسعى إليه جميعًا".

وأشار إلى أن الممارسات الإسرائيلية تشكّل "تقويضًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وأن إجراءاتها الأحادية تهدف إلى جعل حل الدولتين مستحيلًا".

الخارجية الأردنية: منع الوفد يمثل خرقًا فاضحًا والتزامًا بسياسات الغطرسة
وفي بيان رسمي، اعتبرت وزارة الخارجية الأردنية أن منع إسرائيل دخول وفد اللجنة الوزارية إلى رام الله، ولقاء الرئيس محمود عباس والمسؤولين الفلسطينيين، يمثّل "خرقًا فاضحًا لالتزامات إسرائيل بصفتها قوة قائمة بالاحتلال".

وأكد البيان أن هذا السلوك الإسرائيلي "يعكس حجم الغطرسة وعدم الاكتراث بالقانون الدولي، واستمرار السياسات اللاشرعية التي تحاصر الشعب الفلسطيني، وتكرس الاحتلال، وتقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل".