نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سوريا في طريق التطبيع مع إسرائيل .. الشرع يشترط الانسحاب من جبل الشيخ (تقرير), اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 08:00 صباحاً
في أعقاب انهيار نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، تدخل سوريا منعطفاً حاسماً في تاريخها الحديث، وسط تساؤلات متزايدة عن اتجاهاتها السياسية الجديدة، ولا سيما في ما يتعلق بعلاقتها المعقدة بإسرائيل، إذ يفتح وصول الرئيس المؤقت أحمد الشرع إلى سدة الحكم باباً أمام سيناريوهات غير مسبوقة، على رأسها إمكانية تطبيع العلاقات مع تل أبيب، في ظل انفتاح سياسي أمريكي ودعم إقليمي غير خفي.
دونالد ترامب يعود بصفقة مشروطة رفع العقوبات مقابل التطبيع
زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الخليج في مايو 2025 جاءت محملة بمفاجآت استراتيجية، إذ أعلن عن رفع العقوبات الأمريكية عن دمشق بشكل مشروط بانخراطها في مسار سلام مع إسرائيل، بعد لقائه بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، في خطوة تكشف عن نية أمريكية واضحة لإعادة صياغة العلاقة بين سوريا وإسرائيل، بما ينسجم مع اتفاقات التطبيع العربي السابقة، بينما يشترط الشرع لإقامة علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي انسحاب تل أبيب من منطقة جبل الشيخ بهضبة الجولان والعودة إلى حدود اتفاقية فض الاشتباك.
اتصالات مباشرة وظلال من التوتر العسكري
ورغم اللقاءات التي تحدثت عنها التقارير بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين ضمن جهود تهدئة في المناطق الحدودية، لم تتوقف الغارات الإسرائيلية على مواقع داخل سوريا، ما يشير إلى أن المسار الدبلوماسي لا يعني إنهاءً فورياً لحالة التوتر الأمني، بل ربما يمثل محاولة متبادلة لاختبار النوايا.
الشرع يكشف مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء
في لقاء مع الرئيس الفرنسي، أعلن الشرع عن وجود مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، دون التطرق لتفاصيل، ما يعكس تحوّلاً نوعيًا في سياسة دمشق، ويتماهى مع تطورات إقليمية قد تدفع القيادة الانتقالية في سوريا لتبنّي استراتيجية أقل صدامية، دون المساس بالثوابت الوطنية المعلنة.
التاريخ الثقيل من صراع سبعة عقود وظلال الجولان
العداء السوري الإسرائيلي متجذر في الحروب التي دارت أعوام 1948 و1967 و1973، مع بقاء الجولان المحتل العقدة الأساسية التي أفشلت مساعي السلام، لا سيما بعد اغتيال إسحق رابين عام 1995، الذي كان قد وعد بالانسحاب من الجولان مقابل سلام شامل مع دمشق، فيما عرف آنذاك بـ"وديعة رابين".
سوريا الجديدة منقسمة ثلاث معسكرات ورأي عام متردد
استطلاع رأي أجراه "مركز مدى" في أبريل 2025 أظهر أن 46.35% من السوريين يرفضون التطبيع، بينما أيده 39.88%، و13.76% لم يحددوا موقفهم، وهو ما يعكس انقساماً حاداً، تفسره الباحثة رهف الدغلي بتشكيل ثلاث معسكرات: الأول يبحث عن مخرج للمعاناة حتى لو كان عبر اتفاق سلام، الثاني يعارض توقيع أي اتفاق من قبل حكومة انتقالية غير منتخبة، والثالث يرفض التطبيع جذرياً، خاصة بين بعض الأقليات والناشطين الثوريين.
غزة في الوجدان السوري عائق نفسي للتطبيع
الحرب المستمرة على غزة منذ أكتوبر 2023 تلقي بظلالها على المزاج الشعبي السوري، حيث خرجت تظاهرات داعمة للفلسطينيين، ما يؤكد أن مشهد العنف الإسرائيلي يعيق تقبّل فكرة التطبيع في وجدان السوريين، حتى مع التغيرات السياسية في الداخل.
ضغوط إعادة الإعمار وإغراءات الانفتاح
في ظل واقع اقتصادي متدهور، تجد دمشق نفسها أمام تحدي إعادة الإعمار وسط شح في الموارد والدعم، وقد يشكّل التطبيع بوابة محتملة لدخول استثمارات عربية ودولية، خصوصاً أن دولاً مثل الإمارات والبحرين والمغرب سبقت سوريا إلى هذا الخيار عبر "اتفاقات أبراهام".
الشرعية الانتقالية نقطة ضعف أم فرصة تاريخية؟
يبقى غياب تفويض شعبي للرئيس أحمد الشرع أحد أكبر التحديات أمام توقيع اتفاق سلام دائم، في ظل مطالب شعبية بأن تتم أي تسوية عبر استفتاء عام أو برلمان منتخب، لكن هناك من يرى في المرحلة الانتقالية فرصة لإتمام اتفاق تاريخي، قد يصعب تحقيقه لاحقاً إذا دخلت البلاد في انقسامات جديدة.
التطبيع ليس مستحيلاً لكنه محفوف بالعقبات
بينما تبدي القيادة السورية المؤقتة مرونة غير مسبوقة، لا يزال المسار نحو تطبيع رسمي مع إسرائيل مليئاً بالعوائق، من الموقف الشعبي الرافض، إلى الاعتبارات التاريخية والإقليمية، لكن الدعم الأمريكي والانفتاح الدولي قد يحوّلان هذا المسار من مجرد احتمال سياسي إلى واقع سياسي خلال المرحلة القادمة، إن تم التوافق عليه داخلياً وخارجياً.
أحمد الشرع، التطبيع مع إسرائيل، سوريا الجديدة، سقوط نظام الأسد، مفاوضات السلام، الجولان المحتل، الحرب السورية، دونالد ترامب، التطبيع العربي، موقف السوريين من إسرائيل، اتفاق سلام سوري إسرائيلي، وديعة رابين، حافظ الأسد، حرب أكتوبر، العلاقات السورية الإسرائيلية، التطبيع والشرعية، الشعب السوري وإسرائيل، الصراع في الشرق الأوسط، موقف سوريا من حماس، الحرب في غزة
0 تعليق