اتهم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الجيش الإسرائيلي بارتكاب جريمة حرب بعد الهجمات القاتلة التي استهدفت مدنيين تجمعوا حول مركز توزيع مساعدات غذائية في رفح جنوب قطاع غزة، الثلاثاء. 
ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ما حدث في رفح بأنه غير مقبول على الإطلاق، مؤكداً أن الهجمات الموجهة ضد مدنيين يائسين يحاولون الحصول على كميات زهيدة من الغذاء تشكل خرقاً جسيماً للقانون الدولي.

30 قتيلاً على الأقل وإصابات بالمئات في مجزرة رفح

قالت مصادر طبية في قطاع غزة إن عدد الضحايا ارتفع إلى 30 قتيلاً، إضافة إلى عشرات الجرحى، بعد أن فتحت القوات الإسرائيلية النار قرب دوار العلم في منطقة المواصي غرب رفح، حيث كان آلاف الفلسطينيين يتجهون منذ فجر اليوم نحو مركز توزيع مساعدات أميركي.

وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن الهجوم تم عبر دبابات وطائرات مسيّرة، فيما نقل الضحايا إلى مستشفى ناصر في خان يونس.

رواية الجيش الإسرائيلي

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار بعد رصد عدد من المشتبه بهم وهم يقتربون من القوات بشكل شكل تهديداً مباشراً، مضيفاً أنه يجري تحقيقاً في الواقعة، وأنه لا يمنع سكان غزة من الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات. 
لكن التصريحات الرسمية لم تنفِ مسؤولية الجنود عن سقوط ضحايا مدنيين في موقع مزدحم بالمحتاجين.

الأمم المتحدة تطالب بالتحقيق في مجزرة رفح

مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة طالب بإجراء تحقيق سريع ونزيه، مشدداً على أن عرقلة وصول الغذاء والمساعدات الأساسية للمدنيين قد ترقى إلى جريمة حرب.

كما جدد الأمين العام أنطونيو جوتيريش دعوته لفتح تحقيق مستقل، وهو ما أثار غضب الحكومة الإسرائيلية.

إسرائيل تهاجم جوتيريش

ردت وزارة الخارجية الإسرائيلية بغضب على تصريحات جوتيريش، واصفة إياها بـ"وصمة عار". 
واتهم المتحدث باسم الخارجية أورن مارمورشتاين الأمين العام للأمم المتحدة بتجاهل ما وصفه بـ"دور حماس في منع توزيع المساعدات واستهداف المدنيين"، متسائلاً: "لماذا لا يذكر شيئاً عن من يرفض الهدنة ويمنع تبادل الأسرى؟".

وضع إنساني يزداد تأزماً

يأتي هذا الهجوم وسط تحذيرات دولية من تدهور غير مسبوق في الوضع الإنساني داخل قطاع غزة، حيث يعيش الملايين في ظروف كارثية من الجوع والعطش وانعدام الأمن، مع شح حاد في المواد الإغاثية، في وقت لا تزال المعابر مغلقة جزئياً والمساعدات محدودة جداً.
بين الاتهامات المتبادلة وتزايد الضحايا، تبقى الحقيقة الوحيدة المؤلمة أن المدنيين الفلسطينيين يدفعون ثمناً باهظاً لأزمة سياسية وعسكرية مستمرة بلا أفق واضح للحل.