نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
طفل يعيد تشكيل مفهوم الذكاء البشري.. جوزيف أصغر عضو في "منسا" العالمية, اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 06:47 مساءً
انضم الطفل البريطاني جوزيف هاريس بيرتيل (مواليد 23 نوفمبر 2021) إلى منظمة "منسا" الدولية، ليُسجل اسمه في سجلات جينيس للأرقام القياسية كأصغر عضو في تاريخ المنظمة، بعمرٍ لم يتجاوز سنتين و182 يومًا فقط، متخطيًا الرقم السابق للطفلة الأمريكية إيسلا ماكناب (سنتين و195 يومًا) .
منظمة "منسا".. النخبة الفكرية العالمية
تأسست "منسا" عام 1946 كأقدم وأكبر منظمة عالمية تضم أصحاب معدل الذكاء المرتفع، وتشترط للانضمام إليها أن يقع العضو ضمن أعلى 2% من سكان العالم في القدرات العقلية (ما يعادل 132 على الأقل في اختبارات الذكاء المعيارية) 15.
وتضم المنظمة شخصيات بارزة مثل إسحاق أسيموف (مؤسس روايات الخيال العلمي) وستيفن هوكينج، لكن جوزيف هو أول طفل دون الثالثة ينضم لها دون اجتياز اختبار تقليدي، إذ قبلته اللجنة استنادًا إلى إنجازاته العملية المُوثقة.
جوزيف.. من الكلمة الأولى إلى شفرة مورس
بدأت علامات نبوغ جوزيف في الظهور مبكرًا بشكلٍ مذهل: حيث استطاع في عمر خمسة أسابيع أن يتدحرج على بطنه مبكرًا بثمانية أضعاف المعدل الطبيعي للأطفال.
وفي شهره السابع نطق أولى كلماته، بينما يتأخر معظم الأطفال حتى 12 شهرًا، وتمكن وعمره 21 شهرًا من قراءة كتاب كاملًا بصوت عالٍ من الغلاف إلى الغلاف.
وحين وصل إلى سنتين و3 أشهر تمكن بطلاقة لمدة 10 دقائق متواصلة من العد إلى 100 تصاعديًا وتنازليًا، والعد إلى 10 بخمس لغات (لم تُحددها المصادر)، كما تعلم الأبجدية اليونانية وبداية تعلُّم شفرة مورس.
اهتمامات جوزيف لم تتوقف عند ذلك، فقبل انضمامه إلى "منسا"، أظهر فضولًا علميًا غير مسبوق نحو الجدول الدوري للعناصر الكيميائية، وبدأ في تلقي دروس متقدمة في العزف على البيانو.
البيئة الداعمة.. دور الأسرة والمؤسسات
والدا جوزيف د. روز (محاضرة فخرية بجامعة لندن) ود. ديفيد (محاضر أول بجامعة سانت أندروز)، لاحظا فارقًا كبيرًا بينه وبين أقرانه حين كان يقرأ لوحات الشوارع بعمر 18 شهرًا، وبحثًا عن بيئة محفزة، تواصلا مع "منسا – بريطانيا" للحصول على دعم تربوي متخصص، خاصة بعد إدراكهما أن 30% من الأطفال الموهوبين يُعانون من صعوبات تعلم بسبب عدم ملاءمة المناهج.
تقول د. روز والدة جوزيف "الاعتقاد الشائع أن كل شيء سهلٌ للأطفال الموهوبين خاطئ.. مواهبهم قد تتلاشى تحت ضغط التكيف مع بيئات غير مصممة لهم"
إيسلا ماكناب.. القصة السابقة للعبقرية المبكرة
قبل جوزيف، حملت اللقب الطفلة الأمريكية إيسلا ماكناب (من كنتاكي) التي انضمت لـ"منسا" عام 2023 بعمر سنتين و195 يومًا بعد تسجيلها 99% في اختبار "ستانفورد-بينيه" للذكاء 4. تميزت إيسلا بقدراتٍ فريدة:
تعلمت الألوان والأرقام بعمر سنة، وقرأت كلمات مثل "أحمر" و"أزرق" في عيد ميلادها الثاني، وتفوقت في الرياضيات ولغة الإشارة الأمريكية (تعلمتها ذاتيًا).
والداها أكدا أن عضويتها في "منسا" وفرت لهما شبكة دعم من أهالي أطفال موهوبين، كاشفة عن نقص الموارد التربوية لهذه الفئة.
التحديات الخفية: وراء الأرقام القياسية
رغم الإنجاز، يُحذّر خبراء التربية من تحديات تواجه الأطفال المعجزة مثل التباين بين النمو العقلي والعاطفي: مثلًا، إيسلا كانت تُصر على مناقشة القرارات كـ"بالغة" وترفع عبارة "لأني قلت ذلك".
أما جوزيف فيجد صعوبة في التواصل فهو يُحب مشاركة ألعابه، لكن مفرداته المتقدمة قد تعزله عن أقرانه، والدا جوزيف اختارا له روضة "استثنائية" تُقدم دروس موسيقى متقدمة وتغذي فضوله.
هل العبقرية موروثة أم مكتسبة؟
عوامل وراثية وبيئية تفسر ظواهر مثل جوزيف وإيسلا:
الجينات: والدا جوزيف أكاديميان، لكن معدل ذكائه تجاوز 132 (أعلى من والديه). البيئة: التعرض المبكر للمحفزات مثل الكتب واللغات (والدة إيسلا كانت تطلب منها إيجاد أشياء في الصور بعمر 7 أشهر). الفضول الذاتي: جوزيف كان "يشعر بالنشوة تجاه التعقيد" كحل مسائل رياضية أو تعلّم شفرة مورس.مستقبل جوزيف: بين الأحلام والواقع
رغم عدم الكشف عن معدل ذكائه الدقيق، يُتابع جوزيف اليوم مسيرته في روضة متخصصة، ويحلم والداه بأن تُصبح عضوية "منسا" مصدر فخرٍ له حين يكبر، وفرصة لـتوجيه قدراته نحو حل مشكلات البشرية.
كما يأملان أن ترفع قصته الوعي بضرورة توفير مدارس وجمعيات داعمة للعقول الشابة قبل أن تتحول موهبتهم إلى عبء نفسي.
أخيرا قصة جوزيف ليست حدثًا استثنائيًا فحسب (تُقدر الدراسات ظهور طفل معجزة واحد بين كل 5–10 ملايين طفل)، بل رسالة أن الذكاء الحقيقي لا يقتصر على حل المعادلات، بل في الجمع بين العبقرية والإنسانية
. كما تصفه والدته: "طفل لطيف، محب، وواثق، وشغوف بالتعلم"، بينما في عالمٍ تتفوق فيه الآلات يوميًا، يبقى العقل البشري القادر على الدهشة في سن السنتين هو أعجب ظواهر الكون.
0 تعليق