في تطور جديد يُضاف إلى مشهد المقاومة الفلسطينية، أعلنت مجموعة مسلحة عن نفسها للمرة الأولى تحت اسم "كتائب محمد الضيف"، باستهداف مواقع إسرائيلية في هضبة الجولان السورية المحتلة.

وأثار هذا الإعلان تساؤلات حول ماهية هذه المجموعة، علاقتها بفصائل المقاومة الأخرى، والدلالات السياسية والعسكرية لاختيارها اسم القائد السابق لكتائب القسام، محمد الضيف، الذي أعلنت إسرائيل مقتله في يوليو الماضي.

تفاصيل الهجوم والرد الإسرائيلي

أفاد الجيش الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، بسقوط مقذوفين أُطلقا من الأراضي السورية باتجاه مناطق غير مأهولة في الجولان المحتل، دون وقوع إصابات أو أضرار مادية، وعلى إثر ذلك، قامت المدفعية الإسرائيلية بقصف مواقع في جنوب سوريا، في تصعيد يُعد الأول من نوعه منذ أشهر.

ورداً على الحادث، أصدرت الخارجية السورية بياناً نفت فيه التثبت من مصدر القصف، مع إدانتها للغارات الإسرائيلية على محافظة درعا، والتي أسفرت عن خسائر بشرية ومادية. 

وأشار البيان إلى أن "أطرافاً أخرى قد تكون وراء هذه الأحداث لزعزعة الاستقرار"، مؤكداً أن سوريا "لا تشكل تهديداً لأي طرف في المنطقة".

من جهته، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوئاف غالانت بـ"رد كامل وسريع"، معتبراً أن "الرئيس السوري بشار الأسد مسؤول مباشرة عن أي هجوم يصدر من الأراضي السورية".

ما هي "كتائب محمد الضيف"؟

ظهر اسم هذه المجموعة لأول مرة في 31 مايو 2024 عبر بيان نشرته على منصة "تلجرام"، أعلنت فيه تأسيسها كـ"فعل ثوري مقاوم" وليس كتنظيم سياسي أو حزبي. واختارت المجموعة اسم محمد الضيف، القائد السابق للجناح العسكري لحركة حماس (كتائب القسام)، الذي قُتل في غارة إسرائيلية بمدينة خان يونس في يوليو 2023، وفق تأكيدات من حماس نفسها.

وجاء في بيان التأسيس:

"من قلب فلسطين المحتلة نعلن تأسيس كتائب الشهيد محمد الضيف، وفاءً لدماء الشهداء وامتداداً لطريق المقاومة. سنكون سيفاً مسلطاً على رقاب المحتلين أينما كانوا."

وأضاف البيان أن المجموعة "ليست تابعة لأي حزب، بل تمثل روح المقاومة في كل شارع ومخيم"، في إشارة إلى طابعها المستقل عن الفصائل التقليدية مثل حماس أو الجهاد الإسلامي.

لماذا هذا التوقيت؟ وما الرسائل الخفية؟

اختيار اسم محمد الضيف يُعتبر رسالةً لتجديد الروح القتالية بعد اغتيال أحد أبرز قادة المقاومة، خاصةً أنه كان مهندساً للعديد من العمليات ضد إسرائيل، بينما استهداف الجولان يُشير إلى محاولة نقل الصراع خارج نطاق غزة والضفة، مما يزيد الضغط على إسرائيل في جبهات متعددة.

وتنفي المجموعة انتماءها لأي فصيل قد يكون محاولة لتفادي التبعات السياسية على حماس أو سوريا، خاصةً في ظل المفاوضات غير المباشرة حول وقف إطلاق النار.

من هو محمد الضيف؟

وُلد محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف بـ"محمد الضيف"، في مخيم خان يونس عام 1965، وانضم لصفوف حركة حماس في أواخر الثمانينيات،  وارتقى في صفوف كتائب القسام ليصبح أحد أبرز قادتها، واشتهر بتخطيطه لعمليات نوعية، منها:

عملية النفق (2006) التي أسفرت عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ومعارك صيف 2014 التي شهدت تصفية العشرات من جنود الاحتلال.

ظل الضيف مطلوباً لإسرائيل لأكثر من 20 عاماً، ونجا من عدة محاولات اغتيال، قبل أن تعلن إسرائيل تصفيته في 2023. وكانت حماس قد أطلقت اسمه على صواريخ محلية الصنع كرمزٍ لتخليد ذكراه.

ردود الفعل الدولية والإقليمية

إسرائيل: تعاملت مع الحادث بجدية، رغم محدودية أثره، في إطار سياسة الرد السريع على أي هجوم من سوريا، فيما لم تعلق حركة حماس رسمياً، لكن مصادر مقربة منها ذكرت أن "المقاومة تتخذ أشكالاً متعددة"، أما إيران فلم تصدر أي بيان، لكن محللين يرون أن طهران قد تدعم مثل هذه المجموعات كجزء من حرب الاستنزاف ضد إسرائيل.

===

مصادر التقرير: 

سكاي نيوز عربية

بيان "كتائب محمد الضيف" على تلجرام (31 مايو 2024).

بيانات الجيش الإسرائيلي والخارجية السورية (يونيو 2024).

موقع "القناة 12" الإسرائيلي (يوليو 2023).

معلومات عن محمد الضيف – مقابلات سابقة لقيادات حماس.