شهدت العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك تحولًا جذريًا، حيث انتقلت من تحالف وثيق إلى صراع علني، على خلفية مشروع قانون ضريبي مثير للجدل. هذا التوتر يعكس تعقيدات التحالفات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة.

ترامب يعبر عن خيبة أمله:

في تصريحات أدلى بها يوم الخميس، أعرب الرئيس ترامب عن خيبة أمل كبيرة تجاه إيلون ماسك، مشيرًا إلى أن الأخير يفتقد وجوده في البيت الأبيض ويعاني من متلازمة اضطراب ترامب. 
جاءت هذه التصريحات بعد انتقادات ماسك الحادة لمشروع قانون الإعفاء الضريبي الذي وصفه بـ"العمل المقزز".

ماسك يرد على ترامب:

ردًا على تصريحات ترامب، نشر ماسك تغريدة على منصة "إكس" قال فيها: "خطأ، لم يتم عرض هذا المشروع عليّ ولو مرة واحدة وتم إقراره في منتصف الليل بسرعة كبيرة لدرجة أن أحدًا تقريبًا في الكونجرس لم يتمكن حتى من قراءته!"، وأضاف أن المشروع سيزيد العجز الفيدرالي بشكل كبير.

تفاصيل مشروع القانون المثير للجدل:

يتضمن مشروع القانون الذي أقره مجلس النواب تمديد تخفيضات ترامب الضريبية لعام 2017، وإلغاء الضرائب على الإكراميات والعمل الإضافي، وتعزيز تمويل إنفاذ قوانين الهجرة والجيش، وتخفيض ميزانية برنامج ميديكيد وبرنامج المساعدة الغذائية التكميلية، ورفع سقف الدين بمقدار 4 تريليونات دولار. 
وقدّر مكتب الميزانية في الكونغرس أن هذا التشريع سيضيف 2.4 تريليون دولار إلى الدين الوطني خلال العقد المقبل.

تأثير الخلاف على أسهم تسلا

تراجعت أسهم شركة تسلا بنسبة تقارب 9% يوم الخميس، في ظل تصاعد التوتر بين ماسك وترامب، مما أثار قلق المستثمرين. وقد أدى هذا الخلاف إلى تقليل المبيعات في أسواق رئيسية مثل أوروبا والصين وكاليفورنيا.

خلافات أعمق حول السياسات

تعود جذور الخلاف إلى مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي أقره مجلس النواب بفارق ضئيل، والذي يتضمن تخفيضات ضريبية كبيرة، وتعزيز تمويل إنفاذ قوانين الهجرة والجيش، وتخفيض ميزانية برامج الرعاية الاجتماعية. 

وقدّر مكتب الميزانية في الكونجرس أن هذا التشريع سيضيف 2.4 تريليون دولار إلى الدين الوطني خلال العقد المقبل.
يرى ماسك أن هذا المشروع يتعارض مع مبادئ الكفاءة والعدالة الاقتصادية، بينما يعتبره ترامب خطوة ضرورية لتعزيز الاقتصاد الأميركي.

تحالفات متغيرة في المشهد السياسي الأميركي

يعكس هذا الخلاف العلني بين ترامب وماسك تحولات في التحالفات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة. 

فبينما كان ماسك من أبرز داعمي ترامب، فإن انتقاداته الحالية قد تعيد تشكيل العلاقات بين رجال الأعمال والسياسيين، وتفتح الباب أمام تحالفات جديدة في المستقبل.

ويبقى السؤال: هل سيؤدي هذا النزاع إلى قطيعة نهائية بين الطرفين، أم أنه مجرد خلاف عابر في علاقة معقدة بين السياسة والاقتصاد؟