مخاطر الحرب الاهلية في اميركا يغذيها أداء ترامب واقحام الجيش

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مخاطر الحرب الاهلية في اميركا يغذيها أداء ترامب واقحام الجيش, اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 04:11 صباحاً

من يتابع الوضع حالياً في ولاية ​كاليفورنيا​ الأميركية وتحديداً في لوس انجلوس، يشعر وكأنه امام فيلم من أفلام هوليوود حيث تنتشر الفوضى في نواحي اميركا، وتهدّد في احداث تغييرات جذرية لم تعهدها بلاد "العم سام" من قبل. واللافت ان سبب كل ذلك، ليس اميركياً، بل عمليات الهجرة والسياسة القمعيّة التي ينتهجها الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ في ولايته الثانية، والتي لم توفّر أيّ مهاجر الى أيّ عرق او قارة انتمى.

ولزيادة الطين بلّة، اتخذ ترامب قراره بنشر الحرس الوطني وقوات المارينز من دون موافقة حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، الامر الذي انعكس توتراً كبيراً بين الرجلين من جهّة، ودقّ ناقوس الخطر بالنسبة الى باقي حكام الولايات، الذين باتوا يقلقون من العلاقة التي ستربط بين الحكومة الفيدراليّة من جهة وحكومات الولايات من جهة ثانية، ما يعيد الى الاذهان الأجواء التي سبقت الحرب الأهلية الأولى عندما تصارعت السلطات الفدرالية والولايات حول حدود السلطة، فيما وجّه النائب العام لكاليفورنيا دعوى قضائية واصفًا ما حصل بأنه "استيلاء غير مسبوق على السلطة".

شوارع لوس آنجلوس تحولت الى ساحة مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، عكس بشكل لا يقبل الشك تدهور الثقة في المؤسسات الديمقراطية وزيادة في الانقسامات بين الاميركيين انفسهم (المؤيدون والمعارضون لترامب، واعتماد مسار سريع لمخاطر الانهيار الاجتماعي، مع الإشارة الى انّه وفق استطلاعات الرأي الأخيرة، فإن 54% من الجمهوريين المتشدّدين يرون اندلاع حرب أهليّة خلال العقد القادم، بينما يوافق 40% من الديمقراطيين المتشدّدين على هذا التقدير، وليس هناك من داع لتفسير ما تعنيه صراحة نتائج هذه الاستطلاعات.

ولكن اللافت في الموضوع، هو اقحام المؤسسة العسكريّة بشكل مباشر في النزاع السياسي الداخلي، فنشر 700 جندي من المارينز إلى جانب الحرس الوطني، يشكل سابقة خطيرة في استخدام القوة العسكريّة الفدراليّة ضد احتجاجات محلّية، ما يثير تساؤلات حول الصراع الدائر في المؤسسة العسكريّة والخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها.

إضافة الى ذلك، لا بد من الإشارة الى الجبهات العديدة التي فتحها ترامب في نفس الوقت، داخلياً وخارجياً، والتي تستوجب اعلى معايير الجهوزيّة للجيش في الخارج (الشرق الأوسط والحروب التي تخوضها إسرائيل، المفاوضات مع ايران، الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مطامع الرئيس الأميركي في مساحات القريبين والابعدين أيّ كندا وغرينلاند على سبيل المثال لا الحصر...). اما في الداخل، فقد تدنت شعبية ترامب في وقت قياسي، وهو بدأ باكراً الاستراتيجية التي اتّبعها في ولايته الأولى، لجهة اقصاء القريبين منه ويكفي في هذا المجال الإشارة الى ما حصل مع ايلون ماسك الذي كان "ظلّ" ترامب في الحملات الانتخابية وحتى بعد الفوز والوصول الى البيت الأبيض للمرة الثانية.

كل هذه الأمور توصل الى قراءة ضبابية لما ينتظر الولايات المتحدة في المدى المنظور، ولكن الواقعية تفرض القول ان احتمالية اندلاع حرب أهليّة تقليديّة تبقى محدودة وربما مستبعدة في المدى القريب، ولكن هذا لا يمنع القول انّ الأرضية بدأت تتحضر لمثل هذا السيناريو الرهيب، يشجّعه زيادة التفكّك في المجتمع الأميركي، وزجّ الجيش في الموضوع وهو الذي كان دائماً بعيداً عن المشاكل الداخلية اياً كان تفاقمها.

لا شك ان أصحاب "التنبؤات" عن احتمال اندلاع حرب أهليّة خلال الولاية الثانية لترامب، سيروجون لما سبق ان قالوه، وهو لن يعني حتماً انهم كانوا فعلاً "متنبئين" (في حال حصلت الحرب وهو لا يزال مستبعداً بطبيعة الحال كما سبق واشرنا)، بل في افضل الأحوال "محظوظين" في إصابة توقع من اصل عشرات التوقعات الخاطئة. وفي مطلق الاحوال، من المهمّ مراقبة كيفية تخطي الولايات المتحدة الأميركية هذه العقبة الجدية التي تعترضها والتي يمكن، كما يحصل في الأفلام، ان تغيّر اسمها بالكامل...

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق