أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، وجاء هذا الإعلان بعد أيام من الاتصال الهاتفي الذي أجراها زعيم البيت الأبيض مع الرئيس الصيني شي جين بينج، ووصفها الرئيس الأمريكي بأنها "محادثة جيدة للغاية".

اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين 

وبحسب ترامب، الاتفاق الجديد يحتاج إلى موافقة نهائية من الرئيس شي جين بينج شخصياً، وفي حال الموافقة فإن الولايات المتحدة سوف تحصل على المعادن الأرضية النادرة التي تحتاجها، في حين يمكن للطلاب الصينيين أن يدرسوا في الكليات الأميركية.

المعادن الثمينة مقابل التعليم

وقال ترامب عبر منصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال":"ستوفر الصين مُسبقًا جميع المغناطيسات، وأي معادن أرضية نادرة ضرورية. وبالمثل، سنوفر للصين ما تم الاتفاق عليه، بما في ذلك الطلاب الصينيون الذين يدرسون في كلياتنا جامعاتنا". 

وفي وقت سابق، قالت الولايات المتحدة والصين إنهما اتفقتا من حيث المبدأ على إطار عمل لتهدئة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وفي الشهر الماضي، اتفقت واشنطن وبكين على هدنة مؤقتة بشأن الرسوم الجمركية التجارية، لكن كل دولة اتهمت الأخرى منذ ذلك الحين بخرق الاتفاق.

وكانت الصادرات الصينية من المعادن الأرضية النادرة، على رأس جدول أعمال الاجتماع الذي عقد بين ممثلين عن واشنطن وبكين في لندن حيث قاد وفد الولايات المتحدة وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، والممثل التجاري جيميسون غرير.

وقال وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك عقب المحادثات إن الاتفاق بين البلدين ينبغي أن يؤدي إلى حل القيود المفروضة على المعادن الأرضية النادرة والمغناطيس.

انتقدت الولايات المتحدة الصين، قائلة إنها كانت بطيئة في إطلاق صادراتها من المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات التي تعد ضرورية لتصنيع كل شيء من الهواتف الذكية إلى المركبات الكهربائية.

وفي الوقت نفسه، فرضت واشنطن قيودا على وصول الصين إلى السلع الأميركية مثل أشباه الموصلات وغيرها من التقنيات ذات الصلة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

وقال نائب وزير التجارة الصيني لي تشنغ قانغ "توصل الجانبان من حيث المبدأ إلى إطار لتنفيذ التوافق الذي توصل إليه رئيسا الدولتين خلال المكالمة الهاتفية في الخامس من يونيو والتوافق الذي تم التوصل إليه في اجتماع جنيف".

حرب تجارية بين واشنطن وبكين

الجدير بالذكر أنه في الأول فبراير، فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 10% على الواردات من الصين، والتي ارتفعت إلى 20% بحلول 3 مارس، و54% بحلول 2 أبريل، و104% بحلول 8 أبريل، و145% بحلول 9 أبريل. ثم انخفضت إلى 30% في 14 مايو بعد الاتفاق على فترة توقف مدتها 90 يومًا بين البلدين. 

وفرضت الصين رسومًا جمركية بنسبة 34% فقط على الواردات الأمريكية في 3 أبريل، و84% في 9 أبريل، و125% في 11 أبريل. ثم انخفضت إلى 10% في 14 مايو.

عندما أعلن ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على الواردات من عدد من الدول في وقت سابق من هذا العام، كانت الصين الأكثر تضررًا. ردّت بكين بفرض رسوم جمركية أعلى على الواردات الأمريكية، مما أدى إلى فرض زيادات مماثلة بلغت ذروتها عند 145%.

وفي مايو الماضي، أدت المحادثات التي عقدت في سويسرا إلى هدنة مؤقتة وصفها ترامب بأنها "إعادة ضبط كاملة".

خفضت الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات الصينية إلى 30%، بينما خفّضت بكين الرسوم على الواردات الأمريكية إلى 10%، ووعدت برفع الحواجز عن صادرات المعادن الأساسية. ومنحت الجانبين مهلة 90 يومًا لمحاولة التوصل إلى اتفاق تجاري.

لكن الولايات المتحدة والصين زعمتا منذ ذلك الحين أنهما انتهكتا تعهداتهما غير المتعلقة بالرسوم الجمركية.

قال الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير إن الصين فشلت في رفع القيود المفروضة على صادرات مغناطيسات الأرض النادرة.

وقالت بكين إن انتهاكات الولايات المتحدة للاتفاق تشمل وقف مبيعات برامج تصميم شرائح الكمبيوتر للشركات الصينية، والتحذير من استخدام الشرائح التي تصنعها شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة هواوي، وإلغاء التأشيرات للطلاب الصينيين.

وقبيل محادثات هذا الأسبوع، قالت وزارة التجارة الصينية يوم السبت إنها وافقت على بعض الطلبات للحصول على تراخيص لتصدير المعادن النادرة، على الرغم من أنها لم تقدم تفاصيل حول الدول المشاركة.

وقال ترامب يوم الجمعة إن شي وافق على استئناف التجارة في المواد الأرضية النادرة.