في تحذير شديد اللهجة، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة خارجية روسيا، ماريا زاخاروفا، أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية قد تدفع العالم إلى حافة كارثة نووية. 
وقالت المتحدثة باسم خارجية روسيا، في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز"، إن العالم بات "على بعد ملليمترات من كارثة" بسبب استهداف بنى تحتية نووية.

أين دعاة البيئة

وأضافت زاخاروفا: المنشآت النووية تتعرض لغارات، وهيئة الرقابة الدولية سجلت أضراراً بالفعل، موجهة تساؤلاً حاداً إلى المجتمع الدولي: "أين قلقكم؟ وأين كل دعاة حماية البيئة؟ هل تظنون أن الموجة الإشعاعية لن تطالكم؟ دعوهم يراجعون ما حدث في فوكوشيما"*، في إشارة إلى الكارثة النووية اليابانية عام 2011.

وتأتي تصريحات المتحدثة باسم خارجية روسيا في وقت تستمر فيه الغارات الإسرائيلية ضمن ما سمته تل أبيب بـ"عملية الأسد الصاعد"، والتي تستهدف تعطيل البرنامج النووي الإيراني، رغم نفي طهران المتكرر لسعيها لامتلاك سلاح نووي.

روسيا تحذر من كارثة إقليمية

من جانبه، حذّر نائب وزير خارجية روسيا الروسي سيرجي ريابكوف من أن الضربات الإسرائيلية تثير مخاطر كارثة نووية خطيرة، مطالباً الولايات المتحدة بعدم الانخراط عسكرياً في الصراع المتصاعد، لتجنّب زعزعة استقرار الشرق الأوسط بأكمله.

اتفاق استراتيجي.. دون التزامات عسكرية

ورغم العلاقات الوثيقة بين موسكو وطهران، فإن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقعة في يناير الماضي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان لا تتضمن التزاماً روسياً بالتدخل العسكري لصالح إيران، مما يترك روسيا في موقع المراقب الحذر.

ورغم معارضة روسيا المعلنة للتصعيد، فإن بعض المحللين الروس يرون في الأزمة فرصة استراتيجية، وفقاً لما نقله مستشار الكرملين السابق سيرجي ماركوف، الذي قال إن الصراع قد يرفع أسعار النفط، ويزيد اعتماد الصين على النفط الروسي، كما قد يدفع واشنطن لتحويل مواردها العسكرية بعيداً عن الجبهة الأوكرانية.

بوتين يعرض الوساطة

وأفادت مصادر دبلوماسية بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تواصل هاتفياً مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، وعرض وساطة موسكو لتهدئة التوتر بين واشنطن وطهران، لكن ترامب أجابه، بحسب ما نقل عنه لاحقاً: فلاديمير، توسط أولاً في مشكلتك مع أوكرانيا.

تصعيد بلا سقف واضح

يأتي كل ذلك في وقت لا تزال فيه أدخنة الصراع بين إيران وإسرائيل تتصاعد بلا مؤشرات تهدئة، مع تحذيرات دولية متزايدة من أن أي خطأ إضافي قد يشعل المنطقة بنيران لا يمكن احتواؤها، خصوصاً إذا دخلت الولايات المتحدة فعلياً على خط النار.