شهد مساء أمس الإثنين  تصعيداً خطيراً في منطقة الخليج، حيث شنت إيران هجوماً صاروخياً استهدف قاعدة العديد الجوية في قطر، التي تستضيف المقر الرئيسي للقيادة المركزية الأمريكية.

 جاء الهجوم كرد على ضربات أمريكية إسرائيلية مشتركة للمنشآت النووية الإيرانية، حيث أطلقت طهران 19 صاروخاً، نجحت المنظومات الدفاعية القطرية في اعتراض 18 منها، بينما تسبب الصاروخ الوحيد الذي اخترق الدفاعات بأضرار مادية محدودة دون خسائر بشرية. 

وقد بررت إيران الهجوم بأنه "رد متناسب" موجّه حصرياً ضد الوجود الأمريكي، مؤكدة في بيان رسمي أن استهداف الأراضي القطرية لم يكن مقصوداً بذاته، بل جاء نتيجة لوجود القوات الأمريكية في القاعدة.

أداء استثنائي لمنظومة الدفاع الجوي القطرية

أظهرت منظومات الدفاع الجوي القطرية أداءً استثنائياً خلال الهجوم، وهو ما أكده نائب رئيس الأركان القطري اللواء شايق الهاجري في تقييمه للحدث. تعتمد هذه القدرات الدفاعية على استثمارات عسكرية ضخمة تجاوزت 42 مليار دولار، تشمل أنظمة "باتريوت" و"ثاد" المتطورة، وطائرات مقاتلة متقدمة مثل "إف-22 رابتور"، وشبكات رادار متكاملة مع دول مجلس التعاون الخليجي. 

وقد حظيت هذه الكفاءة بإشادة دولية، لاسيما من الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أشاد صراحةً بقدرات الدفاع الجوي القطرية واعتبره حصناً لحماية أمن المنطقة.

حق الرد المشروع لدولة قطر 

في أعقاب الهجوم، أعلنت قطر رسمياً احتفاظها "بحق الرد المشروع" وفقاً لمقتضيات القانون الدولي، كما صرح المتحدث باسم الخارجية ماجد الأنصاري. إلا أن رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أكد أن الدوحة تُرجح الخيار الدبلوماسي، مشيراً في تصريح له: "بعد الضربة التي تلقيناها كان لدينا توجيهات بدراسة سيناريوهات الرد، لكن الأولوية للمصلحة العليا للمنطقة". 

وتجلى هذا التوجه في سلسلة إجراءات دبلوماسية مكثفة شملت استدعاء السفير الإيراني، وتقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي، ومطالبة طهران بـ"جلسة صادقة" لتوضيح ملابسات الهجوم.

بناءً على طلب أمريكي عاجل

رغم التوتر، حافظت قطر على دورها كوسيط إقليمي فاعل، حيث نجحت في التوسط لوقف إطلاق النار بين واشنطن وطهران بناءً على طلب أمريكي عاجل. 

كما واصلت جهودها الحثيثة مع مصر والولايات المتحدة لتحقيق هدنة دائمة في غزة، حيث قدمت وثيقة وساطة جديدة لتبادل الأسرى وفق مقترحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف. وفي رد على مزاعم إسرائيلية عن محاولة "تجاوز الدور المصري"، أكدت الخارجية القطرية أن تحركاتها "شفافة وتستند إلى المصلحة الإنسانية العليا".

أمير قطر  يجري  اتصالاً بالرئيس الإيراني

علّق رئيس الوزراء القطري على العلاقات الثنائية مع إيران بقوله إن الهجوم "سيترك آثاراً سلبية"، معرباً في الوقت ذاته عن الأمل في ألا "تتأثر علاقات الجوار التاريخية". وكشفت التطورات اللاحقة أن الأمير تميم بن حمد أجرى اتصالاً بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي أعرب عن أسفه لأن "الهدف كان في دولة شقيقة"، بينما نفت طهران أي نية لإثارة أزمة دبلوماسية مع الدوحة، واصفةً إياها في بيانات رسمية بـ"الجارة الصديقة".

إدانات دولية وترامب يطالب تميم بضبط النفس

تصاعدت الإدانات الدولية للهجوم، حيث دانت السعودية والإمارات ومصر الانتهاك ووصفته بـ"التحدي غير المبرر للسيادة". أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فأشاد خلال اتصال هاتفي بأمير قطر بـ"ضبط النفس" الذي أظهرته الدوحة، طالباً "تجنب التصعيد" مع وصف الهجوم بأنه "ضعيف". وفي سياق متصل، تقدمت قطر بشكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي مطالبةً بتحقيق دولي مستقل.