تتحرك الدبلوماسية في الشرق الأوسط بسرعة لافتة في أعقاب وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وإيران، إذ أعلنت قطر أنها ترى في هذا الهدوء المؤقت "زخمًا جديدًا" يمكن استغلاله لإحياء المحادثات المتعثرة بين إسرائيل وحركة حماس بشأن الوضع في قطاع غزة.

قطر على خط الأزمة مجددًا

المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أكد أن الدوحة أجرت اتصالات مكثفة مع "جميع الأطراف" خلال اليومين الماضيين، بهدف إعادة إسرائيل وحماس إلى طاولة التفاوض، وأوضح في مقابلة مع شبكة CNN أن هذه التحركات تأتي في توقيت حساس بعد تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة، والهجمات المتبادلة التي كادت تشعل المنطقة بأكملها.

التصعيد الإيراني الأمريكي.. خلفية معقّدة للمفاوضات

تزامنت التصريحات القطرية مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه "قريب للغاية" من التوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في غزة، مشيرًا إلى أن الضربات الأمريكية الأخيرة على المواقع النووية الإيرانية قد تُساهم في تحقيق تقدم في هذا الملف.

وفي هذا السياق، شدد الأنصاري على أهمية الدور الأمريكي، معتبرًا أن "الوقت مناسب للرئيس ترامب للدفع بهذا الاتجاه"، وأعرب عن استعداد قطر للمساعدة في جهود إنهاء الصراع، مؤكدًا أن "وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل عزّز زخم المفاوضات، لكن الأزمة لم تُحسم بعد".

صواريخ إيران على قطر.. علامة استفهام تثير الجدل

ورغم الأجواء الإيجابية النسبيّة، لم تغب أجواء التوتر عن المشهد. فقد أطلقت إيران هذا الأسبوع صواريخ على قاعدة أمريكية في قطر، في هجوم وصف بأنه "غير مسبوق"، لكنه لم يُسفر عن أضرار تُذكر، ما أثار تكهنات حول احتمال وجود تنسيق خلف الكواليس بين طهران والدوحة لتخفيف التصعيد الإقليمي.

غير أن الأنصاري نفى بشدة وجود أي تنسيق قطري مع إيران بشأن الهجوم، مؤكدًا أن بلاده تلقت بالفعل معلومات استخباراتية عن "ضربات محتملة"، لكن العملية جاءت "مفاجِئة وغير متوقعة"، على حد وصفه، وأضاف: "نساعد إيران في كثير من القضايا الإقليمية، ولم نكن نتوقع هذا التصرف، لكنه ترك ندبة في العلاقة بيننا، ومع ذلك نحن مستعدون للمضي قدمًا".

حلحلة سياسية أم هدوء هش؟

مصادر دبلوماسية تشير إلى أن التطورات الأخيرة قد تفتح نافذة محدودة من الفرص لإحياء مفاوضات غزة، خاصة مع وجود ضغوط أمريكية ووساطة قطرية فعّالة، غير أن المتابعين للشأن الإقليمي يحذرون من أن الأوضاع لا تزال هشة للغاية، في ظل تعدّد الملفات الشائكة، بدءًا من ملف غزة ووصولًا إلى مستقبل العلاقات بين القوى الإقليمية الكبرى.

وفي الوقت الذي تتحدث فيه قطر عن زخم دبلوماسي جديد، يترقب الجميع ما إذا كانت هذه الجهود ستنجح في إحداث اختراق فعلي، أم ستظل رهينة حسابات القوة والصراع في المنطقة.

قطر، وقف إطلاق النار، إسرائيل، إيران، غزة، مفاوضات غزة، حماس، إسرائيل وحماس، التصعيد الإيراني الأمريكي، صواريخ إيران على قطر، القاعدة الأمريكية في قطر، الدبلوماسية القطرية، الأزمة الإقليمية، الصراع في الشرق الأوسط، جهود قطر للوساطة، دونالد ترامب، الضربات الأمريكية لإيران، العلاقات القطرية الإيرانية، التوتر في الخليج، أزمة غزة، الوساطة القطرية.