في تطور عسكري هو الأبرز منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال إيال زامير، أن وحدات كوماندوز برية إسرائيلية نفذت عمليات سرية داخل الأراضي الإيرانية خلال الأيام الاثني عشر من الحرب الأخيرة، في خطوة تعكس التصعيد غير المسبوق في طبيعة المواجهة بين الطرفين.

عمليات سرية وتكتيكات خداع

وخلال مؤتمر صحفي، أوضح زامير أن القوات البرية الخاصة، بالتنسيق مع سلاح الجو الإسرائيلي، اعتمدت على تكتيكات معقدة من "الخداع العسكري"، وهو ما مكّن إسرائيل، بحسب قوله، من إحكام السيطرة المؤقتة على المجال الجوي الإيراني وبعض المناطق الحيوية داخل العمق الإيراني، دون الكشف عن تفاصيل دقيقة بشأن طبيعة تلك المناطق أو الأهداف التي تم استهدافها.

وأكد رئيس الأركان الإسرائيلي أن ما تحقق من إنجازات عسكرية يعود إلى "التكامل والتناغم العالي بين القوات الجوية ووحدات الكوماندوز"، مشيرًا إلى أن هذه القوات عملت "في عمق العدو" وقدمت دعماً عملياتيًا مهمًا مكّن الجيش الإسرائيلي من تنفيذ عملياته بحرية ومرونة على الأرض وفي الأجواء.

رسائل واضحة في ظل التوتر الإقليمي

هذه التصريحات، التي تعد الأولى من نوعها فيما يتعلق بالكشف عن عمليات برية إسرائيلية داخل إيران، تأتي بعد أيام قليلة من وقف إطلاق النار بين الطرفين، الذي رعته أطراف دولية وإقليمية أبرزها قطر، في محاولة لاحتواء التصعيد الذي هدد بإشعال المنطقة بأكملها.

ويقول مراقبون إن تصريحات زامير تحمل رسائل متعددة، أبرزها التأكيد على قدرة الجيش الإسرائيلي على تنفيذ عمليات نوعية في عمق إيران، في ظل تزايد الحديث عن البرنامج النووي الإيراني والأنشطة العسكرية لطهران في الإقليم.

التصعيد النووي في الخلفية

بالتوازي مع ذلك، حذر دبلوماسي ومفاوض إيراني سابق عبر شبكة CNN من أن أي محاولة أمريكية لتغيير النظام في إيران ستدفع طهران إلى السعي الحثيث لامتلاك قنبلة نووية، وهو تصريح يعكس حدة التوتر والسيناريوهات المعقدة التي باتت تلوح في الأفق، خاصة مع تصاعد النشاط الاستخباراتي والعسكري بين إسرائيل وإيران.

ساحة المواجهة تنتقل للعمق الإيراني

لم تكن هذه المرة الأولى التي تلمّح فيها وسائل إعلام وتقارير استخباراتية إلى اختراق إسرائيلي للداخل الإيراني، إلا أن إعلان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بشكل رسمي عن عمليات برية في عمق إيران يمثل تحولاً استراتيجياً في قواعد الاشتباك، ويؤكد أن ساحة المواجهة لم تعد تقتصر على الضربات الجوية أو الهجمات الإلكترونية، بل امتدت إلى عمليات ميدانية مباشرة داخل الأراضي الإيرانية.

التداعيات المرتقبة

من المتوقع أن تثير هذه التصريحات ردود فعل حادة من الجانب الإيراني، الذي يعتبر أي اختراق عسكري لأراضيه اعتداءً مباشراً على سيادته، ما قد يدفع طهران إلى خطوات انتقامية سواء عبر وكلائها في المنطقة أو من خلال تطوير برامجها العسكرية والنووية، خاصة في ظل حالة الجمود السياسي التي تحيط بالمفاوضات النووية المتعثرة.

مواجهة مفتوحة وتوتر إقليمي مستمر

تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي تكشف بوضوح أن المواجهة مع إيران باتت تتخذ طابعاً أكثر جرأة وتصعيدًا، مع استعداد الطرفين لتوسيع ساحات الاشتباك، وسط تحذيرات دولية من خطورة انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة قد تتجاوز حدود إيران وإسرائيل لتشمل أطرافاً إقليمية ودولية أخرى.

إسرائيل، إيران، وحدات كوماندوز إسرائيلية، عمليات سرية في إيران، الحرب بين إسرائيل وإيران، المجال الجوي الإيراني، التصعيد الإسرائيلي الإيراني، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، البرنامج النووي الإيراني، اختراق إسرائيلي للعمق الإيراني، العمليات العسكرية الإسرائيلية، سلاح الجو الإسرائيلي، مواجهة إسرائيل إيران، التوتر في الشرق الأوسط، وقف إطلاق النار إيران إسرائيل، الحرب في المنطقة، الرد الإيراني، خطر الحرب الشاملة، السياسة الإسرائيلية الإيرانية.