وسط تزايد موجات النزوح في مدينة غزة، تحوّل شاطئ البحر إلى ملاذ مؤقت لعائلات فلسطينية فرت من مناطق القصف، قبل أن يتحول بدوره إلى مسرحٍ لمجزرة جديدة ارتكبتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي صباح الاثنين.

مصادر طبية في مستشفى الشفاء أفادت باستشهاد 34 فلسطينيًا على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 30 آخرين، إثر قصف مباشر استهدف استراحة "الباقة" في منطقة الميناء غرب مدينة غزة، حيث كانت عشرات العائلات تتجمع بحثًا عن مأوى.

الهجوم الدموي يأتي ضمن سلسلة غارات شنتها إسرائيل منذ ساعات الفجر على أنحاء متفرقة من القطاع، أسفرت مجتمعة عن استشهاد 85 فلسطينيًا، وفق ما أفاد به المصدر الطبي نفسه.

وتزامن القصف مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي مطالبة سكان 18 حيًّا في شمال القطاع بإخلاء منازلهم، ما زاد من حدة النزوح إلى مناطق الغرب، حيث تشهد شواطئ غزة تكدسًا سكانيًا خانقًا وظهور مخيمات عشوائية محرومة من الحد الأدنى من مقومات الحياة.

في موازاة ذلك، وثّق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استشهاد الصحفي إسماعيل أبو حطب، ليرتفع عدد الصحفيين الذين قتلوا منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023 إلى 228 شهيدًا.

وذكر المكتب في بيان رسمي أن أبو حطب كان يعمل مصورًا صحفيًا لدى عدة وسائل إعلام محلية ودولية، وأقام معارض فوتوغرافية خارج فلسطين لنقل الواقع المأساوي في القطاع، قبل أن يلحق بقائمة الصحفيين الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لكشف جرائم الحرب المتواصلة.

المجزرة الجديدة تعكس استمرار استهداف المدنيين في أماكن نزوحهم، في وقت يتدهور فيه الوضع الإنساني بشكل متسارع، وتغيب فيه أي مؤشرات على تهدئة وشيكة.