في مشهد لا يخلو من المفارقات، ارتفعت أسعار السجائر في الأسواق المصرية دون سابق إنذار من الشركات المنتجة، فيما تدور أحاديث خلف الكواليس عن زيادات رسمية مرتقبة، وبين الزيادات الفعلية والتوقعات الرسمية، يقف المواطن حائرًا أمام علبة سجائر ارتفع ثمنها بين ليلة وضحاها.

تحركات السوق تسبق القرارات

في الوقت الذي تنتظر فيه الأسواق الإعلان الرسمي عن زيادات أسعار السجائر، شهدت بعض المناطق، وخاصة سوق باب البحر المعروف بنشاطه الموازي، قفزات سعرية مفاجئة بلغت نحو 10 جنيهات في العلبة الواحدة، دون أي بيان رسمي من الشركات المصنعة.

وأفاد عدد من التجار خلال جولة ميدانية أن الزيادات شملت جميع الأنواع تقريبًا، في وقت تستعد فيه مصلحة الضرائب لتطبيق تعديلات جديدة على ضريبة القيمة المضافة، تضمنت رفع قيمة الضريبة القطعية بمقدار 50 قرشًا للمرة الأولى منذ عام 2023.

تضارب في الفواتير.. والسوق الموازي يزدهر

وفقًا لشهادات بعض التجار، فإن السوق يشهد حالة من الترقب والاضطراب، حيث يتم تداول السجائر تحت مسميات مختلفة لتفادي الرقابة، إذ أشار أحدهم إلى استخدام تسميات مثل "شيبسي أحمر" بدلًا من "مارلبورو أحمر" في الفواتير.

وذكر تاجر آخر أن أسعار خرطوشة "مارلبورو" قفزت من 900 إلى 990 جنيهًا، وارتفعت "كليوباترا" إلى 460 جنيهًا، كما شهدت "LM" زيادة قدرها 50 جنيهًا في الخرطوشة، مشيرًا أن الزيادات امتدت إلى باقي الأنواع بزيادات متفاوتة بين 5 و10 جنيهات للعلبة.

شركات السجائر.. خطوات محسوبة وقرارات وشيكة

من ناحيتها، أفادت مصادر بشركة "الشرقية للدخان" أن مجلس الإدارة يراجع حاليًا الشكل النهائي للزيادة المرتقبة، تمهيدًا للإفصاح عنها في بيان رسمي إلى البورصة خلال أيام، على أن تُطبق الأسعار الجديدة فور الإعلان عنها.

وتأتي هذه الزيادة في إطار تعديل الشرائح الضريبية المعتمدة حديثًا، والتي من شأنها السماح بمرونة أكبر في تسعير السجائر، حيث من المتوقع أن يصل سعر الشريحة الأولى إلى 45 جنيهًا، مع إمكانية زيادته حتى 48 جنيهًا.

آلية جديدة لرفع الأسعار تدريجيًا

من المقرر أن يشهد قطاع السجائر آلية جديدة لرفع الأسعار سنويًا بنسبة 12% على مدار 3 سنوات، بدءًا من نوفمبر المقبل، وهو ما سيزيد من أعباء المستهلك، ويمنح الشركات مجالًا أوسع لتحسين إيراداتها، بحسب مراقبين.

وقد تم تعديل الحد الأقصى للسعر من 38.88 إلى 48 جنيهًا، في حين تم رفع سقف الشريحة التالية إلى 69 جنيهًا، لتشمل كذلك السجائر المستوردة.

ترقب في السوق.. والمستهلك يدفع الثمن

وفي ظل اختفاء بعض الأصناف من الأكشاك، وتوقف عدد من التجار عن البيع انتظارًا للأسعار الرسمية، يبدو أن السوق يعيش حالة من الفوضى المؤقتة، يدفع ثمنها المواطن أولًا، في انتظار أن تتضح ملامح السياسة التسعيرية الجديدة رسميًا.