لم يكن غروب شمس أمس على خليج السويس عاديًا، إذ طغى عليه الحزن والارتباك بعدما التهمت مياه البحر الأحمر بارجة بترولية ضخمة خلال عملية قطر روتينية، لتتحول لحظات العمل اليومي إلى مأساة إنسانية صادمة هزت أوساط العاملين في قطاع الطاقة وأبناء المنطقة على حد سواء.

وفاة 4 عمال وفقدان 4 آخرين

في مشهد مأساوي لم تشهده منطقة جبل الزيت بخليج السويس منذ سنوات، غرقت مساء أمس إحدى البوارج التابعة لشركة بترول أثناء عملية نقلها إلى موقع عمل جديد، ما أسفر عن وفاة 4 عمال، وفقدان 4 آخرين، بينما تم إنقاذ 22 من الطاقم.

تحويل قائد البارجة إلى مستشفى الغردقة العام لتلقي الرعاية الطبية العاجلة

البارجة، التي أنهت مهامها الفنية على منصة نفطية، كانت في طريقها إلى منطقة تشغيل أخرى عندما تعرضت لعطل مفاجئ أودى بها إلى أعماق البحر، وفي أعقاب الحادث، تم نقل 11 مصابًا إلى مستشفى الجونة، فيما تم تحويل قائد البارجة إلى مستشفى الغردقة العام لتلقي الرعاية الطبية العاجلة.

تدخل جوي عبر طائرتين لتوسيع دائرة المسح والتمشيط

عمليات البحث والإنقاذ انطلقت فورًا، بمشاركة واسعة من شركات البترول العاملة في المنطقة، مدعومة بغطاسين محترفين ووحدات بحرية تابعة للقوات المسلحة، مع تدخل جوي عبر طائرتين لتوسيع دائرة المسح والتمشيط.

توجه وزيرا البترول والعمل برفقة محافظ البحر الأحمر إلى موقع الحادث

الحادث استدعى تحركًا رسميًا سريعًا، حيث توجه وزير البترول المهندس كريم بدوي ووزير العمل محمد جبران، برفقة محافظ البحر الأحمر اللواء عمرو حنفي، إلى موقع الحادث للوقوف ميدانيًا على جهود الإنقاذ والاطمئنان على المصابين وتقديم الدعم لعائلات الضحايا.

وتشير البيانات الأولية إلى أن الحادث وقع بسبب خلل تقني مفاجئ خلال عملية القطر، وتُعد مثل هذه الوقائع نادرة الحدوث في مياه البحر الأحمر، التي تتميز عادةً باستقرار الملاحة وسلامة العمليات البحرية.

ويبقى الحادث المأساوي في خليج السويس تذكيرًا بمدى المخاطر التي تواجهها عمليات النفط البحرية رغم كل الإجراءات الاحترازية والتقنية المتطورة.

وتواصل فرق الإنقاذ عملها بكل جد وإصرار، مدعومة بتعاون الجهات المختصة، لضمان سلامة العاملين وحماية الأرواح، مع وعد بمراجعة دقيقة لأسباب الحادث لمنع تكراره مستقبلاً.