حديث ودي بين الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة ومرضى في وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى العدوة المركزي بمحافظة المنيا، حولته مواقع التواصل إلى دليل اتهام للوزير، ليجد عبد الغفار نفسه وحيدا في مرمى سهام رواد السوشيال ميديا الذين قرروا مقاضاة الوزير والحكم عليه، وتوقيع العقوبة في نفس الوقت. 

منذ زيارة الوزير التفقدية للمستشفى أمس وحتى الآن، وحملة الأحجار لا يتوقفون عن رجم الوزير، في الوقت الذي اتخذت مواقع وقنوات جماعة الإخوان الإرهابية من المقطع المتداول، مادة ثرية للهجوم على الدولة، وهي تعيد الجزء الذي تريده من مقطع الفيديو لتأليب المواطنين الدكتور عبد الغفار، والتطاول على الوزير بلغة متدنية في شهر رمضان!

الإنجازات التي شهدها قطاع الصحة تحت قيادة الدكتور خالد عبد الغفار بكل ضخامتها لم تستطع أن تحرك ساكنا في جمهور الترند، بينما كلمات قليلة عفوية قالها الوزير على سبيل المزاح، صنعت زلزالا، وأقامت الدنيا ولم تقعدها، وألهمت حماس صانعي الترند، أن ينصبوا المشنقة لرجل لا يتوقف عن العمل ومشهود له بالكفاءة، وتتسابق دول المنطقة لنقل تجربته في قطاع الصحة.

أصوات عاقلة لإطفاء نار الفتنة

حملة التشهير التي استهدفت نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار  على نطاق واسع، بدأت في الانطفاء بعد ظهور أصوات متعقلة وهادئة، تحلل الفيديو المتداول وفق المنطق، وتشرح ما حدث بدون غوائية، من بين هذه الأصوات الدكتور محمد سعيد محفوظ الذي كتب على صفحته الشخصية يقول:  

"استفزني ما نقلته مواقع التواصل الاجتماعي عن حوار وزير الصحة مع مرضى الغسيل الكلوي بمستشفى العدوة المركزي.. ولكن قبل أن أشارك في حملة الهجوم، قررت أن أشاهد الحوار كاملاً، فكانت ملاحظاتي بكل أمانة وموضوعية ما يلي:

 الوزير تجاذب أطراف الحديث بود مع المواطنين، بسؤالهم عن تجاربهم السابقة في غسيل الكلى. استمع الوزير إلى شكاواهم، وكسر الجليد بقليل من المزاح. أوضح سبب تعليمات الأمن، وأنها لمصلحة المواطن، وأن التشدد في النظام مرتبط بالانتقال لمكان أفضل. ذكّر أصحاب الشكوى بأن التأخير الذي يشكون منه لا يحدث كل يوم. ذكّر المواطنين بأن عليهم النظر للجانب الإيجابي في المكان، مثلما يرون بعض السلبيات. كلمة "شكراً للدولة" التي قصدها الوزير هي نقيض الشكوى والعتاب، وليس المنّ على المواطنين. ختم الوزير كلامه بأن ما فعلته الدولة هو حق المواطن. اعترف المواطنون بأنهم تغافلوا في شكواهم عن الإيجابيات، فمازحهم الوزير بقوله: أحرجتكم! ثم انصرف والجميع يبتسم.

إلى من طالبوا بإقالة الوزير وشنوا عليه حرباً.. أين المشكلة؟"

شهادة تنصف وزير الصحة 

أما لبنى رمضان عبد العال فكتبت تقول: شفت الفيديو..علما ان والدى رحمة الله عليه كان بيغسل كلى اخر سبع سنوات قبل وفاته، و عارفه تفاصيل عن معاناة الغسيل الكلوى محدش يتخيلها..

لكن الحقيقى الوزير مغلطش فى اى حاجه، و فعلا الناس لازم تشكر الدوله لان الغسيل ده المريض بيغسل يوم و يريح يوم، ولازم تعقيم للمكن لعدم نقل فيرس بى و سى، وفصل المريض عالماكنه بياخد وقت ..و التعقيم بعد ما يقوم بياخد وقت، وو مش دايما المريض حيقدر يقوم بعد ما يتفصل من الماكنه...بيكون مهبط، ده واحد دمه خرج من جسمه فى ٤ ساعات و اتفلتر و دخل تانى و دى عمليه مرهقه جدا للقلب، و لازم الكرسى يتغير الفرش اللى عليه علشان الدم و العدوى.

وأضافت لبنى: المريض بيمل و بيتعب من ان حياته بتكون يوم بيغسل و يوم بيلتقط انفاسه علشان يغسل اليوم اللى بعده.. فا ده غالبا سبب الشكاوى ان المريض خلاص زهق من دورة المرض اللى مش بتنتهى .. لكن الجهد المبذول فى وحدات الغسيل شاق على التمريض و عالدكاتره و المرضى ممكن يتعب هبوط فى القلب و يتوفى اثناء الغسيل و هو عالماكنه فى ثانية ..و ممكن الماكنه تعطل و فى كمية مشاكل وتعقيدات لا يعرفها الا اللى كان ليه تعامل مباشر فى الموضوع ده

عمليه معقده جدااا جدااا، نسال الله ان يمتعنا بالصحه و العافيه كى نهنأ بالمعيشه، و ربنا يصبر كل مريض غسيل كلوى لان حياتهم صعبه و مؤلمه و هو مرض ليس له شفاء.

واختتمت بالدعاء قائلة: ربنا يديهم اجر الصايرين الذين يدخلون الجنه بغير حساب ..يارب. 

أجرى  الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أمس السبت، عددًا من الجولات الميدانية للمنشآت الصحية بمحافظة المنيا، وحرص الوزير على التحدث لعدد كبير من المرضى في كافة المنشآت، واتخذ على إثرها عدداً من القرارات الهامة التي تنعكس إيجاباً على مصلحة المرضى المترددين عليها.