في تصريحات أثارت الكثير من الجدل، أصدر الداعية السلفي ياسر برهامي، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، فتوى مثيرة للجدل انتقد فيها بشدة دعوة اتحاد علماء المسلمين إلى "وجوب الجهاد" ضد الاحتلال الإسرائيلي. واعتبر برهامي أن هذا النوع من الفتاوى يفتقر إلى التوازن السياسي والعسكري، داعيًا إلى ضرورة التريث وعدم التورط في مواجهات مسلحة دون حسابات دقيقة لموازين القوى.

مقاومة بلا تنسيق.. وانتقاد لدور غزة

برهامي شن هجومًا لاذعًا على ما وصفه بـ"تحركات غير محسوبة من فصائل المقاومة في غزة"، متسائلًا عما قدمته هذه المقاومة فعليًا للمسجد الأقصى. وقال في فتواه: "أهل غزة قرروا الحرب دون تنسيق مع الدول العربية، واكتفوا بإبلاغ إيران"، مؤكدًا أن الدخول في مواجهة مع إسرائيل يتطلب إلغاء المعاهدات الرسمية معها وإعداد شامل يراعي التحالفات الغربية والإسرائيلية.

معادلة القوة.. هل نحن مستعدون للمواجهة؟

الداعية السلفي شدد على أهمية الاستعداد العسكري قبل خوض أي حرب، مضيفًا أن مواجهة قوة بحجم إسرائيل والغرب تتطلب استعدادًا يضاهي نصف قوة العدو على الأقل. وأكد أن المواقف لا يجب أن تُبنى على العواطف، بل على حسابات واقعية ومدروسة، داعيًا إلى الصبر والإيمان بتغير الموازين بإرادة الله، كما حدث في أزمات دولية سابقة.

مقاومة أو تخريب؟.. رؤية دينية مثيرة

في أكثر تصريحاته إثارة، أشار برهامي إلى أن ما تقوم به المقاومة الفلسطينية لا يمكن اعتباره نصرًا حقيقيًا، بل اعتبره "تخريبًا للبلاد"، متسائلًا: "هل يتحقق النصر بهدم المساجد والمستشفيات والمدارس؟". واستشهد بقصة سيدنا موسى عليه السلام حين أمره الله بالصبر واللجوء إلى التوكل، مؤكدًا أن النصر الحقيقي يأتي من الإيمان والإصلاح الداخلي.

الدعوة السلفية تستنكر جرائم الاحتلال وتتوعده بالعذاب

من جهتها، أصدرت الدعوة السلفية بيانًا أعربت فيه عن إدانتها الشديدة للهجمات الوحشية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ووصفتها بأنها "حرب إبادة" ضد المدنيين. وأكد البيان أن إسرائيل تستخدم القصف العشوائي والتهجير القسري لفرض هيمنتها، مشيرة إلى أن هذه الجرائم لن تمر دون عقاب إلهي، مستشهدة بآيات قرآنية تُبشر الظالمين بالعذاب.