لبنان الصعب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لبنان الصعب, اليوم الاثنين 7 أبريل 2025 07:56 صباحاً

لَيسَ لبنانُ أكثَرِيَّةً وأقَلِيَّاتٍ. وَلا هو غَنيمَةَ مَناصِبَ، لَها يُستَنَسخُ سُذَّجٌ وأغبياءٌ يَتَناغَمونَ في إنبِطاحاتِ الطاعَةِ بَينَ المُرائينَ والبُلَهاءِ.

لبنانُ صَعبٌ. وَصُعوبَتُهُ أنَّهُ مِنَ المُحالِ، كَما الإرادَةُ مِنَ المَنطِقِ الإنسانيِّ هي وَكَفى. فَلا خُضوعَ فيهِ وَبِهِ. نِهائِيَّتُهُ أنَّهُ مِنَ العَقلِ، فَلا تَحَرُّرَ إلَّا بِهِ. وَمَن هو دونَ لبنانَ يَبقى في النَقصِ. في الزيفِ. في شِبهِ المِثالِ، لا في الجَوهَرِ.

لبنانُ صَعبٌ. وَصُعوبَتُهُ أنَّ مَوقِفَهُ إيمانِيٌّ وإعتِرافُهُ لِذاتِهِ وجودِيٌّ في مِلءِ الإكتِمالِ. إنَّهُ يُقَرِّبُ الإنسانَ الى أمامِ الإنسانِ والى أمامِ اللهِ. وَما ذَلِكَ إلَّا تَعبيراً عن عِنايَتِهِ بِجَوهَرِ اللهِ وَجَوهَرِ الإنسانِ. مِن دونِهِ، جَوهَرُهُما في النَقصِ. في الزيفِ. في شِبهِ المِثالِ، لا في الوجودِ.

لبنانُ صَعبٌ. وَصُعوبَتُهُ أنَّهُ بَينَ الإرادَةِ والحُرِيَّةِ مَسؤولٌ عن لافَسادِ الخَيرِ في تَضارُباتِ الحِساباتِ وَمُضارَباتِ المَحسوبِيَّاتِ. مَسؤولٌ عن لاجَبرِيَّةِ التَحديدِ الأَزَلِيِّ وَهوَ مِنهُ، فَلا مُطلَقاُ إلَّا مِن صَميمِهِ. وَما ذَلِكَ إلَّا بِسَبَبٍ مِن ضَرورَتِهِ، كما يَقتَضي ذَلِكَ مِن كَمالِهِ.

هو لبنانُ أدرَكَ صُعوبَتَهُ، مُذ أرادَ تَوكيدَ أزَلِيَّتِهِ الطَبيعِيَّةِ في جُغرافياً وَتاريخٍ سَيُرسى، ذاتَ يَومٍ، تأسيساً طالِعاً مِن مأساةٍ في إطارِ كَيانٍ. قَبلَ السياسَةِ، كانَ وَعيُهُ لا مُجَرَّدَ مَعلولٍ بَينَ مَعلولاتٍ. ضَرورَةً لا يُمكِنُ إلَّا أن يُريدَها بالنَظَرِ الى لامُتَناهِيَةِ طَبيعَتِهِ كَما الى لاتَرَدُّدِهِ في الإنتِصارِ لِما هو رؤيَةُ الفِعلِ الحُرِّ وَفِعلِ الفِعلِ الحُرِّ.

وَحينَ التَغَطرُسُ بَلَغَ بِالبَعضِ حَدَّ التَمَترُسِ في إعتِقادِ أنَّ لا غِنىً عَنهُ وَأنَّ كُلَّ أوانٍ باتَ مُتَأخِّراً لِلآخَرينَ لِلخُضوعِ لَهُ، ظَلَّ إيمانُ لبنانَ أنَّ كُلَّ وَقتٍ يَبقى باكِراً، وَهو لِأجلِ ذَلِكَ يَستَمِرُّ مُعاصِراً الى الأَبَدِ.

فَإذا ما واجَهَ الإنسانُ مَصيرِيَّةً تَستَدعي المواجَهَةَ، إستَدعى بِلبنانَ، وَمَعَهُ، حَتمِيَّةَ المَسارِ بِالإشراقِ.

هَكَذا أرسى لبنانُ صُعوبَتَهُ، حَيثُ لا وَداعَ لِلتَمَرُّدِ على إنكارِ الماهِيَّةِ وَلا إستيداعَ في التَزَلُّفِ بَل بِداياتٌ مُتَوالِدَةٌ: بالحُبِّ، ذاكَ الإٍسمَ الآخَرَ لِلمَعرِفَةِ. لِلعَقلِ. بإعطاءِ المِعنى لِلشَغَفِ. لِلقيامَةِ. بِمَنحِ عَلامَةِ الوِحدَةِ في الوجودِ، وَضَمانَةِ الإتِّحادِ في الجَوهَرِ.

لا في بَراءَةٍ أولى تُبَدِّدُها العَواتيُ بَل في بُنيَةٍ لِلخُلودِ مَآلُها.

خَلقُ العَظَمَةِ

هو لبنانُ الصَعبُ مَن جَعَلَ العَظَمَةَ مَخلوقَةً لا إستِنزالاً مَوروثِيَّاً. لا إستِلصاقاً وَلا إستِفحالاً.

خَلقُ العَظَمَةِ. تِلكَ صَرخَتُهُ... بِوَجهِ قَتلِ الشُعورِ بالخَطيئَةِ ضِدَّ تَشارُكِيَّةِ اللهِ والإنسانِ عِندَ كُلِّ إستِعبادٍ، في ما هو لَيسَ إلَّا تَمزيقاً لِقُدرَةِ الحُبِّ. لِقُدرَةِ العَقلِ. لِقُدرَةِ التَشَبُّثِ بِسِرِّ الأَعماقِ. بِوَجهِ كُلِّ المُبتَغينَ كُفرَ الإنسانِ باللهِ حَدَّ كُفرِ اللهِ بالإنسانِ، لِغَنيمَتِهِما مَعاً.

خَلقُ العَظَمَةِ. تِلكَ حَقيقَتُهُ... إذ يُكتَبُ التاريخُ بِدِماءِ الحائِرينَ في الجُغرافيا والناكِرينَ لِحَدَثِ الكَيانِ، في مَساحاتِ التاريخِ والجُغرافيا وَأزمِنَتِهِما.

ألَيسَ هو، المَولودُ، مَن كَتَبَ تاريخَهُ بِجُغرافِيَا العُبورِ مِنَ الإعجازِ الإنسانِيِّ الى تَرادُفِيَّتِهِ والأُلوهَةِ؟

وَما هو؟ هو لبنانُ-الصَعبُ واللهُ واحِدٌ. الكُلِيَّةُ. الأرضُ المُنفَصِلَةُ مِنَ السَماءِ والفاصِلَةُ السَماءَ عَنِ العَدَمِ. الأرضُ المُختارَةُ لِثَباتِ فَجرِ التَجَلِيَّاتِ. وَحدَهُ يواجِهُ الرَيبَةَ وَيَغلِبُها بِمُرائي أقَلِيَّاتِها وَبُلَهاءِ أكثَرِيَّاتِها، بِعِبادِها وَمُستَنبِطيها.

كَيفَ لا، واللهُ-الرِبُّ "الباسِطُ السَماءَ (...) والمؤَسِّسُ الأرضَ على قَواعِدِها فَلا تَتَزَعزَعُ أبَدَ الدُهورِ" (مَزمورُ 103-104/5.2)، مِن عَليَّاتِهِ، "يُشبِعُ أشجارَ الرَبِّ أرزَ لبنانَ الَذي غَرَسَ." (مَزمورُ 103-104/16)...

...وَلا إلَّا للهِ لبنانُ يَنصُتُ!.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق