لبنان وأبواب الجحيم

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لبنان وأبواب الجحيم, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 01:01 مساءً

لبنانُ واللهُ واحِدٌ. تِلكَ الحَقيقَةُ... مُذ كانَ اللهُ. وَهوَ كانَ ثالوثاً.

وَما في ذَلِكَ عَجَبٌ!,

ها الآبُ يَصرُخُ بِخَليقَتِهِ، صَرخَةَ الإبنِ لِكَنيسَتِهِ، بِقوَّةِ الروحِ المُنبَثِقِ مِنهُما: "هَلُّمي مَعي مِن لبنانَ أيَّتُها العَروسُ. هَلُّمي مَعي مِن لبنانَ... فَتَتَكَلَّلي!" (نَشيدُ الأنشادِ 4/8).

وَها الخَليقَةُ بِهَتفَتِها لِلآبِ-خالِقِها، هَتفَةُ الكَنيسَةِ لِلإِبنِ-بانيها على صَخرِ لبنانَ، تُعلي بِفِعلِ الروحِ قانونَ إيمانِها: "حَبيبي... طَلعَتُهُ كَلبنانَ هو مُختارٌ كالأرزِ... أنا لِحَبيبيَ وَحَبيبي ليَ... نَزِلتُ إلى جَنَّةِ الجَوزِ لِأنظُرَ إلى بَراعِمَ الواديَ وأرى هَل أزهَرَ الكَرمُ... فَلَم أشعُر إلَّا وَقَد أُركِبتُ مَراكِبَ شَعبيَ الشَريفِ." (نَشيدُ الأنشادِ 5/10.15 و6/3.11-12).

لبنانُ واللهُ واحِدٌ. ذَلِكَ جَوهَرُ الإيمانِ، أمامَهُ تَنهارُ ضَماناتُ المُراوَغَةِ والدَجَلِ، وأحكامُ الإقصاءِ والمَوتِ. فَمَن رامَ وَيَرومُ إلغاءَ اللهِ، رامَ وَيَرومُ إلغاءَ لبنانَ. تَحالُفُ الشَيطانِ والإيديولوجِيَّاتُ هوَ هوَ، وَتَجرِبَتُهُ هيَ هيَ: بِالخُبزِ، بِالإيمانِ، بِالسُلطَةِ. لَكِن لا الأَوهامَ الأكبَرَ مِنَ اللهِ وَلبنانَ إنتَصَرَت على كِلَيهِما، وَلا الأفكارَ الأصغَرَ مِنهُما تَسَيَّدَت عَلَيهِما.

وَما في ذَلِكَ عَجَبٌ!.

مِن هيرودُسِيِّي وَيَهوَذِيِّي وَقِيافِيِّي وَبيلاطُسِيِّي كُلِّ الأزمِنَةِ، اللهُ ولبنانُ الحَياةَ. هُما خَلَقاها، فأضحَت بِهِما الخَلقَ الواطِىءَ المَوتَ بِالمَوتِ... لِلحَياةِ.

لا التَجديفُ، وَلا الإنكارُ، وَلا النِسيانُ غالِبونَ. قَد يَلِجونَ مِن خارِجَ، وَقَد يَتَعاضَدونَ مَعَ لُسَحاءَ أَقْفَاءً مِن داخِلَ فَيَتآزَرونَ وَإيَّاهُمُ في الجُحودِ... ما هَمَّ! وجودُ اللهِ وَجَوهَرُهُ يَعرِفُهُ لبنانُ، وَهو مِنهُ جَوهَراً وَوجوداً.

وَيلٌ لِذاكَ الذي يَشيحُ عَن هذا الحَقِّ، فَفي مَعصِيَتِهِ تِلكَ إدانَتُهُ في تَراكُمِ المَوتِ!

وَيلق لِأولَئِكَ القاتِلي اللهَ وَلبنانَ، المُقتَدينَ بِبَعضِهِمِ لِبُلوغِ المَناصِبَ وإستِنساخِ أبنائِهِمِ وأصهِرَتِهِمِ وَغُلمانِهِمِ لَها، فَفي إقتِدائِهِمِ هذا تَخصيصُ عاقِبَتِهِمِ!.

الخَطُّ الفاصِلُ

لَولا تِلكَ الآلامَ، في الجَحيمِ المَرميِّ فيهِ لبنانُ واللهُ، ما أدرَكَ لبنانُ رِضاءَ النِعمَةِ المُتَدَفِّقَ مِنَ المَلأ الأعلى. فَفي نُزوعِهِ الكِيانِيِّ تَكريسُ خَطٍّ فاصِلٍ بَينَ الحَسَدِ الإفنائِيِّ ‒لِماذا هو وَلَستُ أنا؟ ‒والتَكريسِ الوجوديّ ‒لَدُنُ اللهِ وَلَدُنُ لبنانَ لِكُلِّ الخَليقَةِ كي تَبلُغَ بالجَوهَرِ الأبَدَ.

أقُلتُ النِعمَةَ؟ بَلِ الوَحدَها غالِبَةُ الَلعنَةَ، اللاشَيءَ المُغدِقَ على ذاتِهِ إنعامَ الكُلِّ شَيءٍ. غالبةُ إستِحواذِ الوجودِ بَدَلَ الكَينونَةِ العُليا جَوهَراً في الجَوهَرِ.

أقُلتُ خِطَّاً فاصِلاً؟ بَلِ الخَطُّ الفاصِلُ بَينَ بُلوغِ عُلى الإنسانِيَّةِ، والجُحودِ المُتَهالِكِ عَلَيها لِإفنائِها بِحَقيقَتِها.

أوَلَيسَ في هذا التَجديفِ، إنكارُ الوجودِ وَنُكرانُ الجَوهَرِ... والتَغَنِّي بإعتِناقِ العَدَمِيَّةِ، فِعلَ إيمانٍ لِلتَسَيُّدِ بِمَقهورِيَّةِ الآخَرينَ؟.

ألَيسَ يوحِنَّا-بولُسُ الثاني العَظيمُ، مَن كَتَبَ الى الُلبنانِيِّينِ... في ضِرَامِ نَفي لبنانَ الى الجَحيمِ العامَ 1984: "عَلى الرَغمِ مِن هَذِهِ السَنَواتِ الطَويلَةِ التي أثقَلَتها وَطأةُ الحَربِ، يَنبَغي ألَّا تَهتَزَّ ثِقَتُكُمُ بِلبنانَ ذاتِهِ. فَهوَ قيمَةٌ حَضارِيَّةٌ عُظمى. تَأمَّلوا في مُساهَماتِهِ الفَريدَةِ لِلبَشَرِيَّةِ مُنذُ عَهدِ الفينيقِيِّينَ البَعيدِ، (...). فَكِّروا مَلِيًاً أيُّها الُلبنانِيُّونَ الأحِبَّاءَ، في الإنجازاتِ العَظيمَةِ التي صَنَعتُموها مَعًا (...) وَكانَت مَحَطَّ حَسَدِ الكَثيرينَ"؟

أقُلتُ لبنانُ واللهُ واحِدٌ؟ ذَلِكَ إكليلُ أبَدِيَّةِ لبنانَ: "حُبُّ اللهِ حَدَّ إمتِهَانِ الذاتِ (حاضِرَةُ اللهِ) مُقابِلَ حُبِّ الذاتِ حَدَّ إِزدِراءَ اللهِ (الحاضِرَةُ الأرضِيَّةُ)"... وَقَد أرساها لُبنانِيٌّ بَعَثَ الفِكرَ مِن لَهَبِ الجَحيمِ لِرِحابِ القيامَةِ. أغوسطينوسُ، مُعَلِّمُ الكَنيسَةِ.

أجَل! تِلكَ أزَلِيَّةُ لبنانَ المُكَلِّلِ... كُلَّما أُرغِمَ على الإنحِدارِ الى الجَحيمِ، لِيُحَطِّمَ أبوابَ الجَحيمِ:

اللهُ قامَ! لبنانُ حَقَّاً قامَ!.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق