أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة، يوم الإثنين، عن استئناف الرحلات الجوية بين الإمارات وسوريا، في خطوة تمثل عودة تدريجية للتطبيع الكامل في العلاقات الثنائية، بعد سنوات من القطيعة الجوية التي أعقبت اندلاع الأزمة السورية عام 2011.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام)، نقلاً عن الهيئة، أن العمل جارٍ على "التنسيق المشترك لاستكمال الإجراءات التشغيلية والفنية، تمهيدًا لإعادة تشغيل الرحلات"، مشيرة إلى أن ذلك سيسهم في دعم حركة المسافرين والشحن الجوي بين البلدين.

عودة الطيران... مؤشر على تحوّل سياسي تدريجي

يمثل قرار استئناف الطيران بين الإمارات وسوريا محطة جديدة ضمن مسار التقارب السياسي والاقتصادي بين الجانبين، خصوصًا بعد إعادة فتح السفارة الإماراتية في دمشق عام 2018، وعودة سوريا إلى الجامعة العربية عام 2023.

ويقرأ محللون هذه الخطوة على أنها مؤشر ملموس على تزايد الانفتاح الخليجي تجاه دمشق، خاصة في ظل الحديث عن مشاريع اقتصادية مشتركة وإعادة الإعمار، والتي تتطلب بالضرورة تواصلاً جوياً مباشراً ومنتظمًا بين العاصمتين.

دعم لحركة الشحن والسفر... وفتح آفاق اقتصادية جديدة

أكد بيان هيئة الطيران المدني الإماراتية أن استئناف الرحلات سيعزز من الحركة الجوية، ويدعم عمليات الشحن التجاري والمسافرين، لا سيما مع وجود جالية سورية كبيرة في دولة الإمارات.
 

ومن المتوقع أن تبدأ الرحلات تدريجيًا خلال الأسابيع المقبلة، على أن تُحدد لاحقًا شركات الطيران التي ستشغل الخط، سواء كانت طيران الإمارات، الاتحاد للطيران، أو شركات سورية خاصة.

تداعيات إيجابية متوقعة للقطاع السياحي والتجاري

يرى مراقبون أن إعادة فتح الخطوط الجوية سيفتح الباب أمام تعزيز التبادل التجاري والسياحي والاستثماري بين البلدين، لا سيما في قطاعات مثل:

الخدمات اللوجستية والنقل

السياحة الدينية والطبية

إعادة الإعمار والبنية التحتية

التحويلات المالية والاستثمار العقاري

ويُعد هذا القرار جزءًا من إستراتيجية إماراتية أوسع لإعادة الاندماج الإقليمي لسوريا، في إطار "الحل العربي" الشامل.