في عملية سرية لم يُكشف عنها إلا لاحقًا، تمكن الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع جهاز الأمن الداخلي من تنفيذ ضربة جوية استهدفت أحد الأسماء اللامعة في جناح حماس العسكري. محمود إبراهيم أبو حصيرة، الذي يُعد أحد أبرز القادة الميدانيين في الحركة، كان الهدف المباشر للغارة الجوية التي وقعت قبل أيام في مدينة غزة، بحسب بيان رسمي صادر عن الجيش.

من هو أبو حصيرة؟

أبو حصيرة، الذي وصفته التقارير الإسرائيلية بـ"اليد اليمنى" لقائد لواء غزة عز الدين حداد، يُعتبر من الشخصيات العسكرية الرفيعة داخل كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس. ووفقًا لما نشرته وكالة "روسيا اليوم"، فقد لعب أدوارًا حاسمة في العديد من العمليات العسكرية، مما جعله على رأس قائمة المستهدفين منذ بداية التصعيد الأخير.

سجل قوي وأدوار محورية

شارك أبو حصيرة في عملية نوعية جرت يوم 28 يوليو 2014، خلال معركة "الجرف الصامد"، عندما قاد هجومًا عبر أحد الأنفاق الهجومية على موقع عسكري إسرائيلي في ناحال عوز، وأدى الهجوم إلى مقتل خمسة جنود إسرائيليين وإصابة آخر. كما نسبت له المخابرات الإسرائيلية دورًا أساسيًا في التخطيط للهجمات التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023، والتي شكلت شرارة لتصعيد عسكري غير مسبوق.

رسالة إسرائيل: لا خطوط حمراء

بحسب البيان الرسمي، فإن أبو حصيرة لم يكن مجرد قائد ميداني، بل شخصية تنسيقية ذات نفوذ في العمليات العسكرية للواء غزة. وشددت القيادة العسكرية الإسرائيلية على أن العملية تُعد جزءًا من سلسلة هجمات تستهدف "تصفية التهديدات الأمنية المباشرة"، مؤكدة استمرار الحملة ضد قيادات حماس حتى تحقيق أهدافها الكاملة. وتُظهر هذه العمليات أن تل أبيب تتبع نهجًا هجوميًا مكثفًا يقوم على الضربات الاستباقية، لا سيما ضد العناصر الأكثر فاعلية وتأثيرًا ميدانيًا.

لواء غزة.. ساحة نار مفتوحة

لواء غزة التابع لحركة حماس يُصنف كأحد أكثر ألوية الحركة انضباطًا وخبرة قتالية، حيث شهد العديد من المعارك الكبرى خلال الحروب السابقة. وتُعتبر الضربة الأخيرة موجهة إلى قلب هذا اللواء، في محاولة إسرائيلية لإضعاف قدراته التكتيكية والقيادية. يأتي هذا الاستهداف في سياق الحملة العسكرية الأوسع، التي تشنها إسرائيل منذ اندلاع الحرب الأخيرة، والتي تركز بشكل أساسي على القادة الميدانيين في محاولة لتفكيك البنية القتالية لحركة حماس.