أعلنت القيادة المركزية الأميركية أنها نفذت ضربة جوية مركزة استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي غرب اليمن، معلنة تدميره بالكامل، في إطار ما وصفته بـ"جهود عزل الحوثيين عن مصادر التمويل والدعم الإيراني".

الضربة، التي نُفّذت بدقة لوجستية وعسكرية عالية، تمثل نقلة نوعية في العملية الأميركية التي انطلقت منتصف مارس، والتي تهدف إلى تقويض قدرات الحوثيين العسكرية واللوجستية بعد استئنافهم هجماتهم على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

الهدف: ضرب قلب الإمداد والتمويل

جاء في بيان رسمي للقيادة المركزية الأميركية عبر منصة "إكس" أن ميناء رأس عيسى كان يُستخدم منذ سنوات كمصدر تمويل رئيسي لـ"جماعة الحوثي الإرهابية"، عبر تهريب النفط وتخزين الوقود المُهرّب من إيران، وتحقيق إيرادات تُستخدم لشراء الأسلحة وتمويل العمليات ضد المنطقة.

وأكد البيان:

"تحركت قواتنا للقضاء على هذا المرفق الذي شكّل رئة مالية ولوجستية للحوثيين... العالم لن يقبل بتمويل الإرهاب عبر موانئ تهريب مدعومة من دولة راعية كإيران".
 

انفجارات هائلة ومشاهد مرعبة في غرب اليمن

أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي انفجارات ضخمة وتصاعد أعمدة من الدخان والنيران في موقع الميناء، ما يؤكد حجم الدمار الناتج عن الضربة الأميركية.

وبحسب مصادر محلية في محافظة الحديدة، فقد سُمع دوي الانفجارات على بعد كيلومترات من رأس عيسى، فيما هرعت سيارات الإطفاء إلى المكان في محاولة للسيطرة على الحريق الهائل الذي استمر لساعات.

البحر الأحمر وغزة في قلب المواجهة

تأتي هذه الضربة في سياق حملة جوية أميركية واسعة النطاق بدأت في 15 مارس، ردًا على استئناف الحوثيين لهجماتهم الصاروخية والطائرات المسيّرة ضد السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة في البحر الأحمر.

ووفقًا للقيادة الأميركية، فإن الحوثيين استخدموا عائدات الوقود لشراء صواريخ باليستية وطائرات انتحارية بدون طيار، استهدفت أكثر من 40 سفينة في أقل من شهرين، ضمن ما وصفوه بـ"الرد على المجازر الإسرائيلية في غزة".

الحوثيون من جانبهم أكدوا أن هجماتهم ضد السفن تأتي تضامنًا مع الفلسطينيين، بعد عودة الجيش الإسرائيلي إلى العمليات العسكرية في القطاع في 18 مارس.

واشنطن تتوعد والحوثيون يتحدّون

في تصعيد كلامي واضح، توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب جماعة الحوثي بـ"القضاء عليهم"، ووجّه تحذيرًا شديد اللهجة لإيران من استمرار دعمها لهم.

وقال ترامب في تصريح من البيت الأبيض:

"أرسلنا رسالة واضحة: أي تهديد لأمن الملاحة العالمية لن يُترك دون رد... الحوثيون سيدفعون ثمنًا باهظًا، ولن نتسامح مع الدعم الإيراني الذي يُغذّي الفوضى في المنطقة".

في المقابل، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين إن استهداف ميناء رأس عيسى لن يوقف العمليات ضد السفن "العدوانية"، مؤكدًا أن "الرد قادم، والبحر الأحمر لن يكون آمنًا للمعتدين".